المقالات

المرجعية ومطالب المواطن!!


هاشم العقابي

أسئلة كثيرة يطرحها المواطن، عندما يشاهد هذه الدعايات الإنتخابية، والتي تملأ فضاءات المدن العراقية، وهي تُخبر عن المرشحين للإنتخابات مجلس النواب القادم، أول سؤال يبادرك فيه المواطن هو، ما الفرق الحاصل بين اليوم، وقبل سنوات أربع؟، وما هي إنجازات الحكومة والبرلمان؛ فيما يتعلق بالوضع الإقتصادي المتردي؟، وهل تجاوز ممن هم اليوم يحكمون البلاد، الطائفية والمذهبية؟، وهل فعلا هم أمناء على ثروة العراق الكبيرة؟، وهل تصرفوا بالمال العام، بما يعود بالنفع على جميع العراقيين؟، أسئلة كثيرة، وغيرها الكثير التي تدور في ذهن المواطن العراقي، وهو يرى الحملة الإنتخابية مستعرة بين المرشحين، للفوز بمقعد في مجلس النواب. في خطبة الجمعة، يؤكد الشيخ الكربلائي، على أن الإنتخابات تحظى بأهمية بالغة في رسم مستقبل البلد، وأن من لا يشارك في الإنتخابات يعطي فرصة لغيره في رسم مستقبله ومستقبل أولاده، وهو خطأ لا ينبغي للمواطن أن يقع فيه. مشاكل العراق أكثر من أن تحصى، ومع ذلك فهي غير عصية على الحل لو خلصت النوايا، أول مشاكلنا أننا لا نرى إقتصاد حقيقي، فكل ما يدخل للميزانية من أموال، من خلال تصديرنا للنفط المنتج، وحتى هذا النفط، لا نستغله بصورة صحيحة، فنحن نبيعه، وبعدها نقوم بشراء المشتقات النفطية من الخارج بأكثر من سعرها، فيما لو كانت لدينا مصانع تقوم بتكرير النفط، وبذلك نكون قد وضعنا مبالغ جديدة في الميزانية من خلال تلك العملية، البنى التحتية المتهالكة، والتي مر على أغلبها أكثر من خمسة وعشرين سنة، وبالتالي فإن طاقتها الإستيعابية، لم تعد تتلائم مع العدد المتزايد من قاطني المدن، خاصة في بغداد، وطرق خربة، وسكك حديد تعمل بما يطلق عليه بالسكك المترية وليس القياسية، بحيث أنك إذا نويت السفر الى البصرة مثلا، فسيكون عليك أن تتحمل لمدة تصل الى أكثر من 12 ساعة، إذا حالفك الحظ، ولم يتعطل القطار في أي مرحلة من مراحل الطريق. نأتي على الإنفاق الحكومي،

فأغلب الإنفاق الحكومي في دوائر الدولة، يكون بغير صحيحة، وغير عملي، وأكثر المواد التي تشتريها لجان المشتريات في دوائر الدولة، بعد مرور أقل من سنة تراها وقد إستهلكت، ووجب أن يتم شراء غيرها، وهو الأمر الذي يشجع على الفساد من قبل لجان المشتريات، وطبعا كل هذا يجري أمام لجان التفتيش ولا تستطيع أن تردع أي شخص كان. نعيش أوضاعا أمنية صعبة، يذهب من جراءها العديد من ابناء شعبنا الصابر، كل هذا نتيجة للصبغة الطائفية التي يوصف بها هذا الصراع من قبل بعض الذين يعتاشون على الأزمات، في الوقت الذي نسمع كثير من الكتل السياسية، تبني مواقفها على أساس طائفي ومذهبي، والحرب الإعلامية مستعرة فيما بينهم، بينما المواطن يكتوي بنارها، غير آبهين بمصلحة المواطن الذي إنتخبهم في المرة السابقة، والذي يأملون أن ينتخبهم هذه المرة أيضا، فعلى أي شيء ينتخبهم؟ وماذا قدموا من إنجازات يمكن أن تذكره بهم؟ لاشيء.

يؤكد الشيخ الكربلائي في خطبته، على أن المرجعية لم تدعم أي كتلة مشاركة في الإنتخابات، وأن المهم أن يتم إختيار الصالح والكفوء والحريص على مصالح الشعب، والحرص على إستقرار البلد وأمنه ورفاه أبنائه. لم يتبق من الوقت إلا القليل، وأعضاء مجلس النواب الحالي يغادرون، و يتمنى المواطن منهم أن يقوموا بفعل ما هو صواب، ويجلسوا جلسة حقيقية، ويقنعوا أنفسهم بأنهم كانوا على خطأ طيلة السنوات الأربع السابقة، وأنهم أخطأوا عندما ظنوا أن بإمكانهم أن يقدموا شيئا للعراق، ولكنهم بدلا من ذلك، أثروا أنفسهم على مصلحة المواطن والبلد، ومع ذلك فهي أمنية أخيرة عسى أن تتحقق، نتمنى أن تقروا الموازنة العامة؛ رحمة بهذا الشعب الصابر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك