المقالات

النموذج القدوة

1934 2014-04-03

المهندس زيد شحاتة

من النادر ان نجد انسانا لايتأثر بانسان اخر, يراه متميزا وفيه من الصفات او يحمل من الافكار, مايتمنى ان تكون له, فنراه يقتبس من افكاره ويردد كلماته. احيانا يكون هذا التأثر بالاخرين اصيلا, عن قناعة بما يحملون من افكار واحيانا يكون كماليا, مجرد خطوة لاضافة شكلية ورمزية الثقافة وسعة الاطلاع..الفارغ.

بداية فان هؤلاء القدوات او النماذج, هم بشر ولا يملكون العصمة الا لعدد محدد منهم, وبالتالي فان كل مايقولون وافكارهم عموما, قابلة لان تكون صحيحة او خاطئة, كليا او جزئيا. المنطق السليم يسمح باخذ الافكار او الكلام الصحيح, بغض النظر عن قائله..بل وحتى اسلامنا العظيم دعى اتباعه الى تعلم مختلف علوم الامم الاخرى, رغم عدم اسلاميتها لاهميتها للحياة الانسانية, لكن هل تصح هذه القاعدة دوما؟!, وعلى كل حملة الافكار؟!.
اصبحت مواقع التواصل الاجتماعي ساحة مفتوحة لطرح الافكار بمختلف مشاربها, وتقديم الرؤى والاطروحات والتحليلات..والشكوى والشتم والسب وكل شىء, ويطغى عليها قيام شباب باقتباس اقوال او افكار لمشاهير, بعظها جميل وبراق..وبعضها منطقي يحمل حكمة, وبعضها فارغ, الا من اطار مغري ولماع.

من المهم ان نعرف خلفية صاحب الفكرة, او المقولة التي نقتبسها, ولما قالها, وكيف وفي اي ظرف قيلت..والا لاصبح اقتباسنا لها, اقتطاعا لكلمة من جملة كاملة, وستفقد تلك الكلمة معناها..وتعطيها تفسيرا غير مطابق لواقعية مقصدها.
من ناحية اخرى, فان معظم من يتم الاقتباس منهم او تقليدم هم مشاهير او عباقرة امم اخرى, وافكارهم واقوالهم نتيجة تجاربهم مع اممهم, ضمن محيطاتهم ومجتمعاتهم, فهل يمكن ان تصح وتنطبق على مجتمعنا؟بكل تفاصيله وتعقيداته؟ ربما بعضها نعم..ولكن غالبيتها ..لا.
ثم من يضمن ان يكون كل هؤلاء المشاهير على جادة الصواب فيما يقولون او يفكرون؟؟ اوضمن مقبولات ديننا في حدها الادنى؟ او اي مقاييس اخرى نتخذها لانفسنا,وحسب اختياراتنا لانفسنا؟.

الاغرب في الموضوع, ان يتم اقتباس اقوال واراء لاناس غير متدينين, عن الدين والاسلام ومعتقداته, او العكس بالعكس, فيتم اقتباس رأي لأدعياء دين, عن الثقافة والعلوم؟!. الاستفادة من تجارب الاخرين دليل وعي وتفتح العقل والفكر..والتمييز بين الغث والسمين من تلك الافكار دليل حكمه.
يجب ان ننجح في جعل الحكمة تقود تفتح الذهن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك