المقالات

كلام الحكيم أسقط التسقيط

1443 2014-04-02

عبد الكاظم حسن الجابري

امتازت حركة المجلس الإسلامي العراقي ومنذ بدايات تأسيسه, في 17 تشرين الثاني 1982 امتازت بالخطاب المتزن, ومد جسور الإخوة والروابط, مع كل الحركات التحررية المناوئة للحكم الصدامي.
هذا الامتياز, نجده جليا في أهداف ومبادئ المجلس الأعلى, حيث تنص إحدى الفقرات من أهدافه ومبادئه على "الإيمان والالتزام برباط الإخوة, بين جميع المسلمين في العراق, شيعة وسنة, عربا وأكرادا, وتركمانا, وغيرهم, واحترام الأقليات الدينية الأخرى, وتجنب كل ألوان التعصب الطائفي البغيض, أو النزعة الجاهلية, أو العنصرية, أو أي عمل يضر برباط الإخوة الإسلامية, أو يضعف الوحدة الوطنية, بين جميع العراقيين ضمن العراق الموحد".
من هذا المنطلق, ابتعد المجلس وقيادته, من الدخول في أي مهاترات سياسية, أو مماحكات فئوية, أو صدامات حزبية, والتزم قياديو المجلس بمد جسور الود, والمحبة للجميع, إذ كان الهدف هو إسقاط الصنم البعثي.
استمر المجلس الأعلى, بنهجه بعد التغيير في العراق عام 2003, حيث كان الركن الآمن للعملية السياسية, والجناح الذي يؤوي الجميع تحت ظله, ابتداءاً بالمرحوم الشهيد السيد محمد باقر الحكيم"قدس سره", مرورا بالسيد عبد العزيز الحكيم "قدس سره", انتهاءاً بسماحة السيد عمار الحكيم.
خطاب تيار شهيد المحراب المتزن والمتعقل, والذي لا يقابل الإساءة بالإساءة, يأتي من رصانة هذا التيار وثقته بنفسه وبقيادته, ويدل على قوة وثبات هذا التيار.
هذه الأيام, تشهد الحركة السياسية العراقية حراكا كبيرا, بسبب قرب الانتخابات النيابية نهاية نيسان القادم.
هذا التحرك اوجد حربا كلامية, بين أحزاب السلطة أو الكتل المتنافسة في الانتخابات. 
خلال هذه الموجه من التراشق الكلامي والإعلامي, التزم المجلس الإعلامي الحيادية في الطرح, رغم أن بعض الأحزاب جعلت الشغل الشاغل, لها التسقيط برموز وشخصيات تيار شهيد المحراب.
ظن البعض ممن أعمت بصيرتهم السلطة, إن سكوت, وعدم رد تيار شهيد المحراب, بأنه ضعف, وعدم امتلاك تيار شهيد المحراب للقدرة على الرد, أو الدفاع وحتى الهجوم.
لقد جاء الرد حاسما وقويا, بل ومزلزلا, من خلال كلمة السيد عمار حكيم, زعيم المجلس الإسلامي الأعلى, في الملتقى الثقافي حيث قال" وماذا يتوقع الطرف المعتدي ، الذي يلجأ إلى التسقيط, وافتعال ملفات كيدية ضد شخصيات سياسية ، فبالتأكيد سيكون هناك رد ، وسيكون رداً حاسماً وقوياً ، وأوكد بأنه سيكون رداً مفاجئاً للجميع".

إن لغة التسقيط السياسي التي انتهجها المفلسون سياسياً, ضد المجلس الأعلى هي التي أفضت إلى هذا الرد.
فالمجلس الأعلى يمتلك من المقومات الإعلامية, ما يمكنه أن يرد على أي تخرص أو لغة تسقيط لكن يد الإخوة التي يمدها للجميع تجعله ينأى بنفسه عن هذه اللغة.
لكن لكل مقام مقال كما يقال, فتحذير السيد عمار الحكيم جاء كنظرة اسشترافية, لنهم متعطشي السلطة, في اعتماد لغة تسقيط المنافسين, بدلا من وضع برامج ومناهج خدمية, تجعل الكسب الانتخابي في متناول من يريد الفوز.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك