المقالات

ادوات التغيير..بين العقيدة والعقيدة المقابلة

1482 2014-03-23

المهندس زيد شحاثة

لم يتعرض الإسلام لهجمة اشد قسوة وشراسة وخطورة, أكثر مما سببه المتأسلمون المتطرفون, والنظرة السوداوية التي جعلوا العالم ينظر إلى الإسلام والمسلمين من خلالها. تعرضت دول قليلة لما تعرض له العراق من هجمة شرسة من الإرهابيين والدول التي تقف خلفهم, إلا أن هذا اكسب العراقيين خبرة في ماهية الأفكار التي يحملونها وكيفية التعامل معهم..كما يفترض!.

أثبتت التجارب المصطبغة بلون الدم العراقي, إن معظم هؤلاء يعتقدون اعتقادا راسخا أنهم على حق فيما يفعلون من فضائع, وتجاوز على القيم والأخلاق, ورغم قلتهم عدديا, إلا أنهم تمكنوا من التأثير على الواقع العملي, نتيجة لفشل الحكومة في التعامل معهم, وربما يعزى هذا إلى رد فعل حكومي يعتمد القوة فقط.

من المنطقي القول أن القوة ترد بقوة تكافئها, أو تتفوق عليها, ولكن ليس منطقيا أن تحارب عقيدة وفكر منحرف بالقوة فقط..العقيدة الضالة تواجه ببناء عقيدة صحيحة وصادقة تقابلها, وأمور أخرى. كلنا يعلم أن قواتنا الأمنية في معظم تشكيلاتها تتكون من طلاب عيش, وباحثين عن عمل للاسترزاق, وهو أمر لا عيب فيه, لكنه قصور كبير وخطير إن كان وحده الهدف.

الوطنية وحب الوطن والدفاع عنه, وعن الدولة ومؤسساتها والمواطن..عقيدة تزرع في الروح, وبشكل خاص في منتسبي القوات الأمنية, لمواجهة تلك التيارات المنحرفة, وان أهم ما أنجزه البعث ونظامه كان تحطيم الشخصية العراقية, ونزع الوطنية والمواطنة, فلن يكون العمل على إعادتها سهلا, فهو يتطلب إعادة بناء جيل جديد.

لكي نبني جيلا جديدا, يجب أن نخلق واقعا سياسيا واجتماعيا جديدا, فكرا جديدا, ومقاربة مختلفة للأمور, ونعيد مراجعة مقاييس اختيارنا لمن يقود مرحلة التغيير, وكما يقال فأن المجرب..لا يجرب. 

لكي نهزم هذا الفكر المتطرف ونواجه إجرامه, يجب أن نبني عقيدة واضحة وقوية بعيدة عن التفاصيل الطائفية والقومية في نفوس قواتنا الأمنية, للنجاح في إيجاد العشرات ممن لديهم استعداد لان يحتضن إرهابيا ليمنعه من أن يفجر نفسه, ومن دون تردد.
الإرهابي الذي يفجر نفسه يحمل عقيدة ولن يتردد في تنفيذ أفعاله ضدنا, فمواجهته تتطلب خلق عقيدة بنفس القوة ونفس الرسوخ فينا ولكن..وطنية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك