المقالات

مع ذلك سيقف القاضي العكيلي في قفص الارهابيين واللصوص ليحاكم على تهم جُند لتدبيرها عشرات الموظفين.

1682 2014-03-16

د. رشيد الخيّون

تأسست هيأة النَّزاهة العام (2004) بقرار مِن الحاكم المدني بول بريمر (2003-2004)، على أنها هيأة مستقلة لا تخضع لرئيس الوزراء حسب الدُّستور، وكذلك البنك المركزي ناهيك عن القضاء، لأنه ما قيمة هذه المؤسسات إذا خضعت للسلطة التنفيذية؟ جاء في المادة (99) مِن الدُّستور العراقي: “تُعد المفوضية العليا لحقوق الإنسان، والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وهيئة النـزاهة، هيئاتٌ مستقلة، تخضع لرقابة مجلس النواب، وتنظم أعمالها بقانون”.   ترأس هيأة النَّزاهة، خلال وجودها، أربعة رؤساء: القاضي راضي الرَّاضي، وعزل بظروف مشابهة، القاضي موسى فرج، ولا ندري ما هي التهمة التي أُخرج بها، لكنَّ ما نعلمه لم يكن فرج على مزاج السلطة التنفيذية لا فكراً ولا سلوكاً مِن الأساس، ثم القاضي عبد الرَّحيم العگيلي، وبعده تولى الأمر نائبه. كنتُ كتبتُ قبل إقالة راضي الراضي (2007) بشهور، وأشرت إلى أن الرَّجل عَقد ندوةً وسمعتُ منه استحالة هزيمة الفساد لأنه سُلطة عليا، وكأنه يقول البقاء للأفسد، وذكرتُ أنه لم يأت معه طاقم مؤسسته، ولا مرافقون، وكان لا زال رئيساً، أتت معه ابنة أخته، وهي تُقيم بالخارج مع زوجها وأولادهما كبقية اللاجئين العراقيين منذ الزمن السابق، فراح أحدهم مستشهداً بما كتبته وجعلها تهمة ضده، بأنه عينَ ابنة أخته في حمايته… يا إلهي ما هذا الجهل!   حقاً أن البقاء للأفسد، فحتى هذه اللحظة، لم يُفتح ملف فاسد واحد، مِن الفاسدين الكبار، وبإقالة القاضي العگيلي تكون النَّزاهة رفعت رايَّة الاستلام، ومعنى هذا أن الخدمات تبقى ضحلة، والإرهاب يبقى على أشده، بنسبة كبيرة منه تتعلق بالفساد المالي والإداري.   يختم القاضي العگيلي رسالته لمن لاذوا بالصَّمت بالآتي: “هذه تهمي التي جُند عشرات الموظفين، بل مؤسسات كاملة للعمل عليها على نار هادئة- منذ أكثر من سنتين- لضمان إسكات صوتي، وتشويه صورتي وخلط الأوراق على الناس، وظهرت لها أهمية جديدة حاليا هي منعي من الدخول في الانتخابات المقبلة، لأنهم لم يضغطوا لإخراجي من القضاء من أجل أن أعود لهم في مجلس النواب، ويا لها من غاية سامية تهم امن وسلامة البلاد ومصالحه العليا والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي إصدار حكم ضدنا في احد هذه القضايا الستة، وما أسهل ذلك إنما الأمر يحتاج للسرعة قبل تصديق مفوضية الانتخابات على المرشحين، وهم مستعجلون جداً. فادعوا لأخوتكم بالتوفيق، فلعل الله يخلصهم منا إلى الأبد أو يخلصنا منهم إلى الأبد”(موقع صوت العراق).   لم ينته الأمر عند هذا الحد، بل وضع اسم العگيلي على قوائم الاجتثاث لمنعه مِن الترشيح إلى الانتخابات! فأي حلم يراود جفوننا! لكنَّ العگيلي صار مسؤولاً عما جمع ضده مِن تهم، فقد كتب وهو القاضي: بطلان الولاية الثَّالثة لرئيس الوزراء دستوريَّاً، وأن قانون الأحوال الشَّخصيَّة الجعفري سيطبق على كلِّ العراقيين، بمادة مخادعة فيه، لا يراها ويفضحها إلا قاضٍ نزيه.     د. رشيد الخيّون   باحث عراقي متخصص في الفلسفة الإسلامية. من كتبه "100 عام من الإسلام السياسي بالعراق".
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2014-03-16
هذه المرحله التي يمر الشعب العراقي مرحله عسيره لكشف الحق عن الباطل فأهل الحق انصارهم قليلون واهل الباطل هم الاغلبيه فعزل القاضي رحيم العكيلي وعزل الدكتور وعزل الفيلسوف وعزل الاقتصادي ماذا بقي من شريحة المجتمع الا الجهله والحراميه اذا ردنا تحقيق العداله فثوره على الذات ومنهم سياسي الفغله ولا حل الا التغييرفي الانتخابات القادمه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك