المقالات

كيف سيعود المالكي وقد احرق جميع سفنه ؟

2000 2014-03-16

هادي ندا المالكي

الولاية الثانية للمالكي شارفت على نهايتها وطبيعي ان نكون على أعتاب مرحلة جديدة يفكر فيها الكبار بطريقة متشابهة مع اختلاف الوسائل.. المتشابه فيها الحصول على رئاسة الوزراء والمختلف فيها الوسائل والغايات التي توصل الكبار الى رئاسة الوزراء والإمساك بمقود الصدارة.

ومنطقي ان يكون المالكي أكثر تشبثا من الآخرين في الإمساك بمقود القيادة للمرة الثالثة على التوالي ليس لانه الأجدر والأفضل كما يسوق نفسه هو وأتباعه بل لان الملك عقيم ولانه يشعر بخطر الخروج من صومعة الحكومة وقد تربص به المنافسين والأعداء مع ما لديه من سلطة ومال بسبب سياسة الإقصاء والتسقيط التي انتهجها طريقا وحيدا له للوصول الى الولاية الثالثة. 

الأمر الأغرب الذي لم يفهمه المالكي بعد في جدلية السعي للوصول الى الولاية الثالثة هو ليس الأكثرية التي تحصل عليها القائمة او المرشح بل التوافق وهذا المعنى يعرفه رئيس الحكومة اكثر من غيره بدليل ان علاوي في الانتخابات السابقة حصل على الأغلبية لكن المالكي شكل حكومة المشاركة الوطنية كما تسمى مجازا وليس حقيقة وترك لعلاوي حق التصريحات النارية وسلب ما تم الاتفاق عليه في اربيل وهو مجلس السياسات الإستراتيجية.

من هنا اذا كانت الحكومة لا تأتي الا بالتوافق فمع من يتوافق المالكي وقد احرق جميع مراكبه التي توصله الى شواطئ الإطراف الاكثر شراسة وقوة لغرض ترؤسه الحكومة الجديدة وغير هذا فان معطيات حكم المالكي خلال السنوات الاربع الماضية لم تسعفه من اجل زيادة رصيده الشعبي الذي حققه في الانتخابات السابقة من اجل تحقيق الاغلبية بل دلت المعطيات جميعها على تراجع شعبيته لأسباب تتعلق بفشله في ادارة ملفات الأمن والخدمات والأعمار والمصالحة الوطنية والعلاقات الخارجية والاستقرار الوطني وما تبع هذا الفشل من عدم رضا المرجعية الدينية عليه وغلق بابها بوجهه فشكل هذا الغلق حالة نادرة لا تحدث الا في فترات متباعدة.

ربما سيعول المالكي على العامل الإقليمي والدولي لمنحه الولاية الثالثة لكن هذا العامل لن يكون كافيا بمفرده خاصة وان الأطراف الأخرى ستكون في أفضل حالاتها وقد شدت العزم على تلقين المالكي درسا لن ينساه وربما لن يكون لديه متسع لدراسته بعد ان ظهرت بوادر الشماتة من اقرب المقربين... وللمالكي في تصريحات الجعفري وتشبيهه بمرسي عظة وعبرة.

ماذا سيفعل المالكي اذا تحالف المجلس الأعلى والكرد"مسعود بارزاني"والصدريين والنجيفي وعلاوي ومعهم الجعفري وأطراف أخرى لان كل هؤلاء على خلاف مع المالكي وحتى مع القول بان السياسة كثبان رملية متحركة وانها لا تعتمد القياسات اي لا يوجد صديق دائم او عدو دائم فبماذا سيقنع المالكي هؤلاء وقد عاشوا معه أسوء تجربة في التفرد والاستهداف والتنصل عن الوعود باستثناء المجلس الأعلى الذي ترك المالكي خلف ظهره واشر مواطن الخلل قبل أربع سنوات وأعطى النصح من نفسه وتخلص من تبعاته،

ولو فرضنا ان المالكي سعى الى تشكيل الحكومة دون من ذكرتهم واعتبر المجلس والصدريين دواعش بينما سيكون وطني اذا تحالف هو مع نفس المكونات.وهل ستكون القائمة البيضاء وعالية نصيف والزرفي والعامري الغير مضمون رهانه للعبور الى ضفة الأغلبية التي لن يحققها هؤلاء ولو جاءوا بضعفهم.

لا اعتقد ان المالكي يفكر بطريقة واقعية لانه تجاوز كل محطات العودة الى الوراء وبالتالي لم يبق امامه الا الانتحار او الصمود وعندها ستكون النهاية واحدة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك