المقالات

فرصة المالكي الضائعة وضربة جزاء الآخرين !!

1542 01:43:31 2014-03-15

هادي ندا المالكي

مع قرب اجراء الانتخابات النيابية تتصاعد حملات التسقيط والتشهير من قبل بعض القادة السياسيين باساليب واليات اقل ما يقال عنها انها رخيصة ومكشوفة تجاوزت ما طفح منها في الانتخابات النيابية والبرلمانية السابقة لاعتقاد هؤلاء ان هذه الاساليب ستكون ساندة ومكملة للاساليب الاخرى التي تقوم بها هذه الكتل من اجل البقاء في السلطة والتحكم بمقدرات البلاد والعباد.
وكشفت الاشهر الاخيرة وحتى قبل انطلاق الحملة الاعلامية للانتخابات عن سعي حثيث للبعض نحو اعتبار التسقيط والتشهير والفبركة والدس والخداع منهجا مهما في النيل من الطرف الاخر وخداع الراي العام حتى لو كان هذا الاسلوب منبوذا ولا يتناسب مع كرامة وشرف وقيمة الانسان لان المهم لدى هؤلاء هو البقاء في السلطة وليس اي شيء اخر.
ومع علم من يسعى لمثل هذه الاساليب انها لن تدوم طويلا وانها لن تغير كثيرا من قناعات الناخبين الا ان السعي اليها وتجريبها امر مهم ولا مناص منه لان الغاية تبرر الوسيلة وان استثمار كل الفرص من اجل الامساك بكرسي الحكم امر ضروري بل ان عدم تجريب كل هذه الاساليب يعتبر قصورا ونقصا في ادراك وتفكير اصحاب اجندة الفكر السلطوي ولا شيء غيره ابدا.
ولغرض استغلال كل الفرص وانصاف الفرص فان الامر المهم هو ليس من يتولى عملية تسقيط الاخرين بل الامر المهم هو دخول الجميع على خط المواجهة وتبادل الادوار من اجل عدم منح الطرف الاخر فرصة التقاط الانفاس وتجذير الراي العام المراد تسويقه وصبه في راس المتلقي صبا دون منحه هو الاخر فرصة التفكير والمقارنة والمراجعة وتحليل المواقف لان هؤلاء يعرفون قبل غيرهم ان ما يطرحونه من افكار وسموم لن تصل الى عقول المتنورين واصحاب المواقف الثابتة وبالتالي فان اسلوب التسقيط يعتبر جريمة كبرى لانها تتعلق بايهام اكبر شريحة من الناس من اجل تغيير قناعاتهم وهذا التغيير مخالف للاخلاق والقوانين الطبيعية وللغيرة والشرف.
ومع كل ما يقال من دناءة الاسلوب ورخصه الا انه يبقى خيارا مطروحا يستهوي الحكومة الحالية وتحديدا رئيسها ورئيس ائتلاف القانون نوري المالكي الماسك بعصمة الحكومة منذ ثمان سنوات انقضت لم يستطع ان يحقق فيها الحد الادنى من متطلبات المعيشة والامان والاستقرار مع توفر الامكانات المادية والمعنوية الهائلة والتي لا تتوافر في اي دولة من دول العالم.
ان سعي دولة القانون ورئيسها نوري المالكي لاسلوب التسقيط المباشر وباشراف من قبل المالكي نفسه للنيل من الخصوم والمنافسين وتحديدا كتلة المواطن المنبثقة عن المجلس الاعلى وزعيمها السيد عمار الحكيم انما يمثل حالة من اختلال التوازن والضياع في متاهة الفوضى والتخلف وانعدام الامن والاستقرار والعجز التام في استقطاب الشارع العراقي الذي ضاق ذرعا بازمات ومشاكل مختار العصر لان المالكي فقد الثقة بنفسه لانه يعلم قبل غيره ان الثقة بالنفس تمنح الاطمئنان وتجعل صاحبها في وضع مستقر يبتعد عن المناكفات والتسقيط والتشهر طالما ان الانجازات هي من تتكلم لكن بماذا تتكلم انجازات دولة القانون وقد استبيح الدم العراقي ونهب ماله وتفشى الفساد وارتفع مستوى البطالة وزاد عدد العطلين عن العمل وعادت الديكتاتورية بثوب جديد لكن على حساب عناوين الديمقراطية والتعددية.
ان فرص جني محصول التسقيط غير مضمونة وضئيلة جدا وربما ستنقلب على ذاتها فتسحق اصحابها قبل الاخرين لان حبل الكذب قصير لكن لماذا المجلس الاعلى دون الاخرين والجواب هو ان المجلس الاعلى الخيار الافضل والمنافس الاول ليس بمجال التسقيط ولكن في مجال القيادة والنهوض وهنا شاهد المشكلة فدولة القانون لا يخشون الاطراف الاخرى ولديهم من اساليب الترغيب والترهيب ما يمكنهم من كسب ودهم اما المجلس الاعلى فقد اثبت انه عصي على الدعاة وهذا ما كشفه تشكيل الحكومة الحالية رغم ان وضع المجلس الاعلى ليس بالقوي جدا برلمانيا.
ان المعطيات الاولية لقراءة المشهد العراقي تقول ان المجلس الاعلى في الانتخابات النيابية المقبلة ليس كما هو في الانتخابات النيابية السابقة بقرينة النتائج الكبيرة والمبهرة التي تحققت في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة وهذا التوقع المقرون بمعطيات الواقع يشير الى ان المجلس الاعلى سيكون فرس الرهان للامساك بمقاليد الامور يعاضده في نجاحه التوافق مع معظم الكتل الكبيرة والمؤثرة في الساحة السياسية العراقية وهذا التوافق يفتقده المالكي وحزبه مع ما يعانية من انحدار شعبيته بسبب سوء السلوك والادارة.
ان المالكي يعيش لحظاته الاخيرة مغلفا بجنون الخوف لهذا فان مراهنته على الفرصة الضائعة باستغلال اساليب التسقيط لن تمنحه طريقا معبدا للعبور الى بر الامان بينما تمثل فرصة الطرف الاخر مثالية طالما انه يحتفظ بضربة جزاء مضمونة ستكون كافية لتغيير النتيجة لصالح الشعب العراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك