المقالات

/ ديمقراطية متعددة الوجوه

1204 20:01:48 2014-03-10

احمد شرار

كوبنهاكن سنة (2009)، وقد شارفت على مغادرتنا، كنت مدعوا لحضور مأدبة عشاء مع بعض الأصدقاء، وكان الحضور عدد من الأصدقاء العاملين في مجال الاعلام، ينتمون الى عدد من المؤسسات الإعلامية الرصينة العربية منها والغربية.
كان مضيفنا، رجل في منتصف العقد السادس من عمره، يحمل شهادة الدكتوراه في مجال عمله الإعلامي، كنت الأقرب من مجالسيه على طاولة الطعام.
بدأ حديثه، كما جرت العادة (المضيف هو من يبدأ الكلام).
: أرجوا أن تستمتعوا بطعامكم، لقد تم اعداده بشكل خاص لضيوفنا الأعزاء، كانت الاطباق العربية هي الأطباق الرئيسة في وجبة العشاء، وهي الاطباق الاغلى في ذلك المطعم، كان هذا تقديرا كبيرا من مضيفينا، لنا نحن العرب المسلمين، حسب التقاليد والعادات المتبعة هناك.
كما يقال، إن أجمل الأحاديث ما يطرح على وجبة العشاء، أستغرق الجميع بتبادل أحاديث ممتعة، حيث بادرني مضيفنا بقوله: أتعلم أعتقد أننا أغضبنا الرب! بدت على محياي علامات الدهشة من طريقة بدء حديثه.
أستمر قائلا: لقد تسبنا بأكبر نكبة اقتصادية في العالم، وخسر فريقنا لكرة القدم وغادرنا ملك البوب (مايكل جاكسون) كما انتخبنا مرشح ديمقراطي، أنا رجل جمهوري الهوى مبتسما.
أجبته: هل بأماكنك أن تشرح لي، أنتم تدعون أنكم بلد ديمقراطي.
مفهوم الديمقراطية لدينا يختلف عن صورته في الاعلام، أنت يا صديقي أعلامي وتعرف أن سياسة الدولة، قد يختلف معها الكثير من المواطنين.
ولأعطيك مثلا، أنا لم أحب (أوباما) ولم أنتخبه، لكني لن أكون ضده، أن كان هذا خيار الأغلبية، سأكون مراقب لأخطائه، لكني سوف أعطيه الفرصة، هذا ينطبق حتى على الديمقراطية الاقتصادية، لعلك لم تسمع بهذا المصطلح.
سوف أشرح لك هذا المصطلح وأنت تستمتع بتناول طعامك، كان يسترسل كلامه بهدوء. 
أتعلم ما نوع سيارتي؟، قد يكون سؤالي بعيدا عن موضوع نقاشنا لكن جارني.
: كلا، لا أعلم: أنها سيارة يابانية الصنع، كنت من المعجبين بصناعتنا الامريكية، جدا خصوصا سيارة (الفورد)، لكن عندما لبت شركات الصناعة اليابانية حاجتي، وصنعت ما احتاج اليه بسعر أرخص وتوفير أكبر للوقود، استبدلت سيارتي الامريكية بأخرى يابانية، هذا ما قصدته بمصطلح الديمقراطية الاقتصادية، أن معظم مواطنينا يمارسون تلك الديمقراطية.
لقد كان لديهم الوقت الكافي، كي يصنعوا سيارة تلبي حاجاتنا، لست بحاجة لتشجيع صناعة السيارات الامريكية، أن لم تلبي رغباتي.
وكما ترى يا صديقي، أن التغيير يبدأ بنا نحن من نضع ركائز الديمقراطية، في السياسة والاقتصاد والاجتماع لمجتمعنا والخاصة بنا، ولكنا أخفقنا في هذه الفترة في ممارستها بشكل صحيح، لعلنا تكاسلنا، مما أغضب الرب كما أسلفت مسبقا.
يجب عليكم الان أن تبدأوا بديمقراطيتكم، انتخبوا الاصلح مهما كان انتمائه، تقدم أمتكم هو الشيء المهم، أن زمام الامر بين أيديكم الان، كونوا دقيقين في الاختيار، لديكم وجوه سياسة واعدة، لم تعدموا الفرص بعد، أرجوا أن تتذكر أن الديمقراطية مسؤولية عامة وليست خاصة، يجب ألا نتهاون في ممارستها. ويتعين أن يقوم الفقراء بما يحتمه عليهم فقرهم، تيارات الشعب والفقر والتهميش يجب أن تقول كلمتها، وليس مثل التيارات السياسية للقاعدة الجماهيرية لديكم (في الاشارة الى التيار الصدري والمجلس الاعلى)، من يستطيع القيام بهذه المهمة الوطنية الكبرى، فهل سيفعلونها يدا بيد؟!
لم تمح من ذاكرتي تلك المحادثة، التي أراها اليوم أقرب الى وأقعنا وحاجاتنا الى ديمقراطية، من صنع أناملنا. 
احمد شرار / كاتب وأعلامي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك