المقالات

التضليل الاعلامي والفبركة الكيدية ... قناة البغدادية انموذجاً

2536 2014-03-04

كريم النوري


الاعلام امانة والتزام ومسؤولية اخلاقية وقانونية وثقافية وهو سلاح ذو حدين ويتمظهر الاعلام عادة بصناعة الحدث والرأي العام ويتخذ اتجاهات متعددة بحسب الاجندة التي تديره ويلعب الاعلام دوراً فاعلاً في توجيه مسارات الشعوب بالاتجاهين السلبي والايجابي.
ومن هنا فقد حاولت بعض الفضائيات فبركة وتجزئة تصريحات الرموز الوطنية وتقطيع الكلام بما يشوه معاني ومقاصد هذه التصريحات عبر التضليل والخداع والكذب ، وهو ما يهز مصداقية هذه الفضائيات ويفضح اتجاهاتها ولو بعد حين.
وما حصل من فبركة لتصريحات السيد هادي العامري الامين العام لمنظمة بدر ووزير النقل العراقي هي محاولات ابتزازية سياسية رافقت التحضير للانتخابات كان الغرض منها التسقيط السياسي والتحريض الشعبي بطريقة خادعة وتضليلية.
وعودة الى اللقاء التلفزيوني مع السيد العامري تتضح حقيقة الكلام الذي تم فبركته بطريقة مجتزأة يراد من خلالها تضليل المشاهدين والتأثير على الرأي العام بالاساليب الكيدية والتسطيحية للوعي وتبسيط المفاهيم الى الحد المقرف الذي يكشف نوايا هذه الاساليب المفضوحة.
فالبغدادية فبركت تصريحاته وقطعتها بطريقة فنية يمكن ان تنطلي على المتلقي البسيط وامكانية التأثير على وعيه ومشاعره وتسميم افكاره عبر ضخ الاكاذيب والاساليب الخادعة التي تعكس استهانة هذه الفضائية في وعي العراقيين والاساءة الى عقولهم.
وان ما ذكره السيد هادي العامري في حديثه حول تضحيات الشعب العراقي وبعض المسؤولين المخلصين الذين يدفعون ثمن مواقفهم الوطنية هو استخدام لفظة ( ميخالف) وتعني في لغتنا الدارجة واللهجة العراقي تعني (صحيح) في سياقها العام خاصة عندما قاطعته مقدمة البرنامج بقولها ان المواطن ايضاً يستهدف فاجابها (ميخالف) اي صحيح يستهدف وكذلك المسؤول ايضاً يستهدف وهو كلام واضح لا يمكن ان يوحي بان السيد العامري لا يبالي بالدم العراقي الذي يسفك يومياً ، كما لا يعني بكلامه بانه لا يكترث بالدم العراقي فهذه قضية مفبركة وخادعة. فهل احد يزايد العامري على تفانيه وجهاده من اجل الشعب العراقي؟.
والامر الثاني الذي ذكره السيد هادي العامري هو ان العراق ليس فيه فقر بلحاظ اكثر دول المنطقة الغنية التي فيها مواطنون دون مستوى الفقر، وان 80% من الموازنة العراقية تشغيلية تذهب للرواتب وتشمل المواطنين وهو كلام منطقي لا يقصد نفي الفقر تماماً عن ابناء شعبنا ، ولكنه اراد ان يؤكد ويشدد على ان العراق يمتلك اكثر موازنة في المنطقة والعالم ولا يريد ان ينفي الفقر عن بقية العراقيين تماماً فهذا ما لا يقره احد من العراقيين فضلاً عن شخصية قيادية مثل السيد هادي العامري فان ذلك لا يجوز له ولا يليق بالبغدادية التي حاولت الايحاء بطريقتها المألوفة والمعروفة بان السيد العامري ينفي الفقر عن كل العراقيين، والمقارنة بين القدرة الشرائية للمواطن العراقي ما قبل وبعد التغيير سنة 2003 ومستويات الفقر بين الحقبتين يؤكد ما قصده السيد العامري.
ولا نريد التذكير باسلوب هذه الفضائيات في التسقيط السياسي والتهويل لقضايا الساعة والساحة السياسية ، ولا يهمنا اسلوبها وخطابها في تشويه العملية السياسية ومحاولة اجهاضها ، ولكن ما يهمنا ويؤسفنا في هذا السياق هو الانسياق لبعض البسطاء من ابناء شعبنا وراء هذه الاراجيف والافتراءات والفبركات والوقوع في فخ هذه الفضائيات وسمومها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك