المقالات

مكرمة الريّس ....!!


جواد أبو رغيف

"الوقوف على قدميك يمنحك مساحة على الأرض ..لكن الوقوف على مبادئك يمنحك العالم بأسره"بالأمس تحدث لي احد أبناء مدينتي عن قصة استوقفتني كثيراً جعلتني اجتر الحكمة السالفة .يروي النائب ضابط عبد الله عن صديق له يدعى نائب ضابط "عبد الستار" يقول : في أحدى سني الحرب العجاف مع ألجاره إيران أُبلغ النائب ضابط عبد الستار بظهور اسمه في وجبة السيارات التي كان الرئيس السابق صدام حسين يوزعها بعنوان "مكارم الرئيس" على المراتب والضباط في حروبه مع الجيران على مدى سنوات حكمه، وعند وصول الخبر أليه لم يظهر عليه سرور كبير أسوة بالآخرين كما جرت العادة مع ممن تظهر أسمائهم بوجبة السيارات!. كان جوابه لمن بشروه (خير أن شاء الله !!). فوجئ المبشرون بردة فعل نائب ضابط عبد الستار وحاولوا استنهاض مشاعره بالقول : (خير أن شاء الله هاي مكرمة الرئيس ....) هنا رد عليهم عبد الستار بهدوء : أذا كانت مكرمة من الريس أني ما ريدها... هاي استحقاقي، أني رجل مطوع على الجيش وهذا حقي!. استغرب المبشرين حديثه وحاولوا ثنيه عما يتفوه به من كلام . حتى وصل الخبر إلى ضابط الاستخبارات في الوحدة ، أرسل بطلبه للكشف عن الحقيقة، واخذ يسال عبد الستار عن عدم استلامه مكرمة السيد الرئيس!، وكان جوابه أذا كان السيد الرئيس منطيني من بيته، فأنا ارفض الاستلام أما أذا كانت الهدية من الدولة فسوف استلمها !.يكمل حديثه عبد الله عن زميله ،عرفنا أخبار عبد الستار بعد سنين ، حيث حكم عليه (15 ) سنة مع طرد من الجيش !!.يختم محدثنا قصته: بعد سقوط النظام شاهدت نائب ضابط عبد الستار بـ "العاصمة بغداد" مرتدياً زيه العربي، وقد تركت السنين أثارها عل مشيته، لكنها لم تسرق شجاعته وهمته ، ولكونه حفر شخصيته في ذاكرتنا جميعاً حينها، فقد عرفته ودنوت منه ثم بادرته بالقول :أذا مكرمة الريس ما استلمها ؟ فرد علي بشجاعته المعهودة: إي والله ما استلمها.... واليوم استلمت (168 ) مليون دينار من مؤسسة السجناء السياسيين !!.الغريب ما يدور اليوم من ترسيخ لثقافة المكارم ،على الرغم من ان الدستور العراقي نص في باب الحقوق والحريات المادة (14 )" العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييز بسبب الجنس أو العراق أو القومية أو الأصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي ".فمتى نشيع ثقافة المساواة بيننا ،ويعي العراقي أن المسؤولية هي تكليف لخدمة الناس وليس موقع للوصاية على الناس واللعب بمقدراتهم كيفما يشاء.اعتقد أننا بحاجة إلى طبقة واعية شجاعة تستطيع أن تعرف الجمهور بأن حقه في العيش بكرامة داخل بلده وتوفير سبل الحياة ، هو مطلب شرعي وليس مًنه من احد ، ولذلك فنحن نستقبل حقوقنا المشروعة كمواطنين ونرفض مكارم الريّس كتابعين!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك