المقالات

المصالحة الوطنية: آه على طوزخورماتو!..


  يبدو أن الدولة عموما، والحكومة خصوصا ورثت عن الدولة التي قوضت أركانها، سوءة العمل بنظام إجتهادي!

  الإجتهادية في العمل الحكومي، تختلف عن الإجتهاد والمثابرة في أداء الواجبات المنوطة، نظام إجتهادي؛ بمعنى أن المسؤول يتصرف بالمؤسسة التي تحت إدارته، وفقا لإرادته الشخصية، لا وفقا لإرادة من أوكل أليه الإدارة لقاء أجور!

  الإجتهادية في العمل الحكومي، تعني أن المسؤول يتصرف وكأن المؤسسة "مجال" خاص به، لا شأن للهيئة الاجتماعية به.

   لكي نصل الى فهم أكثر تفصيلا نتساءل: عن معنى وجود مؤسسة لها مسؤول بدرجة وزير تعنى بالمصالحة الوطنية؟ وهل حددت واجبات هذه المؤسسة وفقا لإطار دستوري؟ أم أنها تركت لعاهنية المسؤول وإجتهاداته؟

  ويثور جيش الأسئلة؛ المصالحة مع من؟ مع "الزعلان"؟ ومن هو "المزعول" عليه؟! ولماذا زعل هذا على ذاك؟! وهل حصلت على موافقة المجتمع متمثلا بمجلس النواب، أم أن تحركها كان يتوجه شخصي من وزير المصالحة؟ وكحد أدنى هل هناك موافقة مبداية من رئيس الوزراء على هذا التحرك؟ وإذا كانت مثل هذه الموافقة موجودة، هل هي واقعة ضمن سقف صلاحيات مجلس الوزراء أو رئيس الوزراء؟ ...

  ضمن هذا الأسئلة يواجهنا سؤال كبير، هل أن ملف المصالحة الوطنية أدير بطريقة النوايا الحسنة، أم بإحقاق الحقوق؟ وسبب هذا السؤال يعود الى مسلمة مؤداها أن النوايا وحدها لا تحقق نتائج، بل ربما ستنتج ما يدمر السلم الأجتماعي، ويؤدي لتعميق الخلافات، سيما أذا عمل مديري الملف الى التغاضي عن حقوق المظلومين، والسعي فقط لإرضاء الزعلانين!

  نستمر بالتسائل: ما هي المصلحة الوطنية، التي ينشدها مسؤول المصالحة، بحراكه نحو البعث والقاعدة وعصابة الضاري ومسميات أخرى، سفكت من الدم العراقي ما تفيض منه الأنهار؟!

  دجلة مازال شاهدا يجري؛ يروي قصة حمله الجثث والرؤوس المقطوعة، من منطقة شاطيء التاجي الى الكاظمية المقدسة؟ والذاكرة معبأة بأشرطة الرعب والأهوال، في طريق الموت "اللطيفية"؟ فهل يمكن طي صفحة الماضي، بتناسي ضحايا تفجيرات كربلاء المقدسة والنجف الأشرف، ومدينة الصدر وسوق الصدرية وتازة وآمرلي وتلعفر وكركوك ؟ وأيضا طوزخورماتو...آه على طوزخورماتو؟!

  هل بالإمكان الحصول على فتوى دينية مثلا، لطمس معالم قبور مئات الآلاف من شهداء إرهاب القاعدة، المودعين في مقبرة النجف الأشرف، حتى نحقق المصالحة مع قاتليهم؟!

  ثم هل تم طي صفحة الهجرة والمهجرين داخل الوطن؟ أوَ ليس من المهم طمأنة الضحايا وذويهم، للحصول على دعمهم، أو كسب رضاهم، قبل الذهاب الى المصالحة مع القتلة؟

 المعلومات التي يتداولها الإعلام أن مسؤولي الملف، أجروا أتصالات مثيرة لشكوك والريبة والقلق، وأتت بنتائج عكسية، كان من شأنها تقوية أعداء العملية السياسية، وبسببها أنفقت أموال ضخمة، لم يسأل عنها أحد، لأنها منوطة بحسن النوايا، وهذا ما نشك فيه!.

كلام قبل السلام: المظلومين لهم رب، هو غير رب المهرولين نحو المصالحة مع المجرمين!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2014-02-25
اين لواء أبا الفضل عليه السلام ليذهب الى طوز
ابو حسنين النجفي
2014-02-25
كلام قبل السلام ماهو الحل واين تكمن نقاط الضعف فيه علما ان كل مايجري داخل بلد العراق واين هو العراق من كل مايجري علما ان العراق متكون من كل هذه الفئات السلام عليكم هل تعلم ان العراق قد تم بيعه لحزب البعث وحزب الدعوه وان الشعب راضي كل الرضا بكل ما يجري لانه وببساطة قد انتزعت منه الكرامه ويعلم علم اليقين انه لا رجعة للعيش الكريم الا بالقتل الجماعي لكل هؤلاء وان هؤلاء غير مقدور عليهم حاليا لانهم مدعومين من كل العالم واقصد الدوله والحكومه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك