المقالات

هل مثّلَ النوابُ إرادة شعبِهم أم أوامر أحزابهم ؟

417 09:40:00 2014-02-23

صالح المحنّه

نتذكّرُ جميعاَ الجلسةَ البرلمانيةَ الأولى التي جاءت بعد مخاضٍ عسيرٍ، والتي تحقق فيها النصاب القانوني بأعلى نسبة من الحضور حيث حضر 295 نائبا من اصل 325 نائب، وهي الأخيرة في سجل البرلمان العراقي على مستوى حضور جلساته من قبل أعضاءه ، فبعضهم أختفى بعد أداء القسم الى يومنا هذا ! في تلك الجلسة التي أُنتخب فيها رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان تخلّلها بعض الخلافات على درج بعض البنود التي أُتفق عليها في إجتماع أربيل والتي طالب بإدراجها أعضاء من القائمة العراقية ، ولما رُفضت من قبل التحالف الوطني والكردستاني ..إنسحب قادة وأعضاء القائمة العراقية برئاسة الدكتور أياد علاوي وعدّوا ذلك نقضاَ للإتفاق الذي جرى بين المالكي وعلاوي والبرزاني ، ليس هذا موضوعنا ولم يكن بالإهميةِ التي تستحق الذكر، ولكن ما يهمّنا هو موقف أسامة النجيفي آنذاك ..عندما إنسحبت قائمته من البرلمان طالبه أعضاءُها بالإنسحابِ معهم فكان ردُّه حينها ردّاً عراقياَ بثَّ في نفوسنا شيئاً من الأمل ، وصفّقَ له الجميع داخل مجلس النواب وأمام شاشات التلفزيون ، عندما قال أنا الآن رئيس مجلس البرلمان العراقي.. وليس عضو لقائمة.. فرحنا كثيراَ لهذا التحرر من الحزبية وتفائلنا خيراً وتمنينا أن نسمع تلك الجملة من جميع أعضاء البرلمان.. وبدأنا نتابع مواقفه..ولكن للأسف سرعان ماخابت آمالنا به وبغيره وتبين لنا زيّف الإدعاءات ودجل الشعارات ..وماكان جوابُه إلا لحظة فرح بنشوة كرسي الرئاسة البرلمانية ! وأن لاإرادة للشعب في مضامين أفعالهم، إنما هي إرادة قائد الحزب ورئيس الكتلة ! .. ولقد شاهدنا ومنذ أربع سنوات .. مجموعةٌ تنسحب واخرى تعود دون أي إعتبار للشعب.. وحتى لانبخس المخلصين إشياءهم ، هناك من حاول وسعى لخدمة ابناء شعبه ، ولكنّه مقيدٌ في طرحه وحركاته ، ولايضمن بقاءه أو إنسحابه من البرلمان في أي وقت شاء قائد كتلته ! ولا خيار له أو للشعب في ذلك الأمر ! بل الأمر كُلّه للرئيس ، وهناك أيضا مَنْ سعى أن يكون ممثّلا للذين إنتخبوه ، ولكن جهوده الفردية لاتقاوم تيّار الرفض المضّاد الى سعيه ، وبين أيدينا الكثيرُ من الشواهد وليس قانون التقاعد عنّا ببعيد ، هذا القانون الذي تنتظره شريحةٌ واسعةٌ من الشعب العراقي ، ملايين الأفواه بحاجة الى مد يد العون لهم والإسراع في إنجازه وهم بأمس الحاجة إليه ، فمالذي جرى ؟ أنجزوه وصوّتوا عليه ولكن ضمّنوه أسباب فشله وتعطيله ! عندما مرّروا المواد 37 و38 الخاصّتين بإمتيازاتهم التقاعدية!! ويعلمون أنهم خالفوا بذلك إرادة الشعب العراقي ، ووصايا المرجعية الدينية ، التي تحثّهم على عدم التفرقة بينهم وبين باقي الشعب .. إضافة الى عدم إلتزامهم بقرار المحكمة الإتحادية الذي صدر بتاريخ 12/10/2013 ..والذي ينصُّ على إلغاء رواتب رئيس واعضاء البرلمان ..أربع سنوات شارفت على الإنتهاء ، لم تتقدمْ فيها عجلة الإعمار بما يتناسب وحجم ثروات العراق وصادراته النفطية ،ولم يستقر البلد أمنياً، ولم تتحقق الوعود التي قطعوها على أنفسهم ، مايُثير الإستغراب أن الكثير من اعضاء مجلس النواب الذين أقل مايوصفون به هو الفشل ، عادوا اليوم بنفس الشعارات السابقة مع بعض التحديث لبرامجهم الشكلية ، وللمرة الثالثة أوالثانية يقدّمون أنفسهم ويسوّقوها كممثلين للشعب ! مع إنّهم مطالبون بالإعتذار للشعب العراقي ومن عوائل الشهداء ، لأنهم سكتوا وأغمضوا عيونهم عمّا يحدث من إختراقات أمنية ، ولم يعترضوا على عودة قيادات البعث الذين كانوا أداة القمع والقتل والتدمير بيد النظام السابق ! عشرات الجرائم تُرتكب يوميا بحق الأبرياء...وممثلوا الشعب صامتون! لكنّهم ينتفضون وينسحبون ويعطلون ملفات تخص الشعب والعراق .. إذا ماتعرّض أحدهم للإعتقال على تهمة إرهابية أو فسادٍ مالي ! ولاعرقٌ لهم ينبض لدماء العراقيين التي روت أرضَ العراق ظُلماً !!! مع ذلك يحاولون العودة مرّة أخرى ولو بعناوينٍ مقلوبة !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد راضي
2014-02-23
يقول المثل السفينة التي يتعدد ربانها تغرق الان الوضع السياسي في العراق مضطرب بسبب التشتت وعدم التعاون بين الاطراف السياسية واذى استمر الحال كذلك فان الوضع سيكون اخطر وستنهار العملية السياسية والامنية ومن الضروري والملح جدا الالتزام بالقيم الوطنية والاخذ براي المرجعية الدينية والوطنية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك