المقالات

نحمل امالنا ...وتبقى ارواحنا


عبد الخالق الفلاح كاتب واعلامي

ان مكونات المجتمع العراقي مركب اثني قومي عميق الجذور تاريخياً . تعايشت وتلاقحت مع الحضارات المختلفة وكونت حضارة متميزة الاطراف فيها المجموعات الانسانية وانتجت اطياف ومكونات المجتمع العظيم (ارض الرافدين)والتي حافظت عليها مدى العصور وبقى موزائيكها متماسكاً بذلك التنوع الثري ويمثل رسالة سامية ويسعى الى اهداف نبيلة دائماً من اجل ارتقاء الثقافة والحضارة الانسانية . اما دينياً فكان العامل الديني ولازال يشكل عاطفة متلازمة بين العقول والقلوب مما يسهل كشف الافكار والبدع الدخيلة على الاسلام ويحافظ على معالم الدين الحنيف الحقيقي ايثاراً وصبراً وله معطيات التحدي بعمق ليكشف بسرعة ما يفسد العقول وهو ثابت على تغذية الفكر الديني بعيداً عن الربح المادي والوقوف امام الاحقاد وفي محاربة الظلم والكراهية والفساد هذه العوامل المؤثرة والساعية لضرب النسيج الاجتماعي ولاحداث شرخاً و لتحويل المجتمع الى طائفي لايمكن السيطرة عليه كما خطط لها الاخرون ومن اجل فك وحدة اطيافه وتمزيق اللحمة الوطنية العراقية وطبعاً لن يقبل شعبنا ابداً اي مواقف سلبية خطيرة تؤسس لتفريق وتشتيت بنية الامة ووحدة الوطن القائم على مبدء التنوع القومي والديني والمذهبي والكل اثبت وطنيته وانتماءه (إلا القلة القليلة) بمواقف حسب طبيعة الهوية التي يحملها ومن خصائصه التاريخي وجوداً انسانياً وعطاءاً وانطلاقاً للمستقبل بعيداً عن الكسب او الموقع الاجتماعي لابل الحب للوطن وهو المحرك لكل شعور والرابط الامثل والكل يتحمل مسؤولية توثيق التعامل الاخوي بين مكونات المجتمع ونشر ثقافة التسامح ونبذ العنف والطائفية والتجاوز وعلى اساس احترام الراَي الاخر والابتعاد عن السلوكيات المنحرفة والعمل على التقريب بين اطيافه وازالة الفجوات وصولاً لتجسيد نقطة التلاقي بكل افتخار...وتحدي اليأس... والصمود امام النكبات التي تعصف بنا بين حين واخر...الوطن يحتاج منا اليوم للحظة توادد وتعاطف اسمى بعضنا للبعض الاخر ونعشق ارضنا اكثر من قبل فهناك من يحاول ابعادنا عنه وعلينا ان نعانقه بشدة اكثر من ذي قبل خوفاً من المطبات ولنجعله بين اضلعنا كدجلة الخير وفرات المحبة والاخاء...يجري في عروقنا زلالاً طيباً ولنحب الوطن كما هو يحبنا ...نحمل امالنا وتبقى ارواحنا ثمناً لبقاءه واستمرار الحياة فيه ...بل الحب للوطن المحرك وهو الايمان وفوق كل شعور والعشق بالوطن يضع البلاد على سكة الديمومة والبقاء ومنها محطات الحداثة والتقدم والتنمية الشاملة واحترام القوانين بمصداقية وشفافية بعيداً عن المتاجرة والمزايدة على حساب دماء الابرياء والدفع بأتجاه الصمود امام اثارة المشاكل والفوضى التي تعيق تطلعات جماهيره ...والعراقيون جميعاً مطلوب منهم الان السير معاً لبناء بلدهم حراً ومستقلاً زاهراً يحكمه الشعب ولأقامة حكومة تضمن المساوات في الحقوق والواجبات وتضمن حرية الراي والعقيدة ولعل الانتخابات القادمة في 30 نيسان-ابريل سوف تفرز الكثير من الحقائق في ظل المشهد السياسي القادم...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك