المقالات

التصويت على قانون التقاعد (الإمتيازات التقاعدية) طعن في شرعية أعضاء البرلمان


خضير العواد

لقد ناضلت الشعوب من أجل بناء نظام يرعى حقوقها ويدأب على قيامها بواجباتها ويحرس على تطبيق القانون على جميع طبقاتها بالتساوي والعدل ويراقب نقل السلطة عبر صناديق الأنتخابات فكان هذا النظام الديمقراطية ، وحلم الشعب العراقي في قيام هذا النظام على أرض العراق فقدم التضحيات مادياً ومعنوياً فأعطى خيرت شبابه وشاباته من أجل تدمير النظام العفلقي الدكتاتوري التعسفي وقيام نظام ديمقراطي يضمن تناقل السلطة عبر صناديق الإنتخابات ، وتم تحقيق هذا الحلم الكبير بعد التغير الغير متوقع عام 2003 ميلادي وكانت أمال الشعب العراقي لا توصف في مستقبل مملوء بالسعادة والحياة الكريمة بعد سنين عجاف عاشوها تحت ظلم ودكتاتورية الأقلية ، ولكن كل هذه الأمال ذهبت مهب الريح بعد أكثر من عشرة سنين من تطبيق النظام الديمقراطي الذي لم يطبق منه إلا الإنتخابات وحرية الكلمة وأما بقية أدوات الديمقراطية من تطبيق القانون ومحاربة الفساد وتطوير كل فروع الحياة كالإقتصاد والبناء والإستثمار وتقديم التسهيلات للشعب وغيرها لم ترى النور في العراق بل على العكس نلاحظ قبة البرلمان أصبحت مآوى للفاسدين والقيادات الإرهابية التي تسبح أيديها بدماء العراقيين والساهرة على تعطيل أي قانون أو مشروع يسهل من صعوبات المواطن العادي ويصب في مصلحة العراق بشكل عام ، فلم يشرع البرلمان العراقي منذ قيامه الى هذه الأيام أي قانون مهم كقانون الإنتخابات والنفط و الأحزاب والإستثمار وغيرها من القوانيين المحورية في حياة أي نظام سياسي في العالم ، بل على العكس أصبح البرلمان العراقي وهو الممثل الوحيد للشعب مصدر معانات هذا الشعب المظلوم من خلال عدم الحضور المستمر لأعضاء البرلمان في الجلسات المهمة التي يتم فيها التصويت على القوانيين بل أصبح عدم تحقيق النصاب من الأمور الطبيعية عند المواطن العادي بالإضافة الى الفساد الإداري الذي أستشرى مابين أعضاء البرلمان حتى أصبح عضو البرلمان عنوان لكل فساد على الرغم من الإمتيازات الكبيرة التي يحصل عليها، حتى أصبحت الثقة معدومة تقريباً ما بين أعضاء البرلمان والشعب نتيجة السياسية العدوانية الفاسدة التي يقوم بها أعضاء البرلمان إتجاه الشعب العراقي ومصالحه ، بل قام البرلمانيون بقطع جميع الخطوط مع الشعب العراقي الذي أنتخبهم عندما أستغلوا تفويض الشعب وصوتوا على قانون الإمتيازات التقاعدية لأعضاء البرلمان (قانون التقاعد) الذي رفضه الشعب من خلال خروجه المستمر بمظاهرات هزت شوارع جميع المحافظات العراقية ، وبعد التصويت قام البرلمانيون الأستهزاء بهذا الشعب عندما تنصل الجميع من الموافقة على هذا القانون وكأن الجن هي التي صوتت عليه وليس أيديهم التي أعلنت إقرار القانون من خلال رفعها بالموافقة ، بهذا التصويت والإستهزاء الأحمق من أعضاء البرلمان بعقلية الشعب العراقي قد دمروا كل جسور الثقة ما بين السياسين والقواعد الشعبية بل أظهر البرلمانيون من خلال تصرفهم هذا على خطورة تواجدهم في قبة البرلمان وهي أعلى سلطة تشريعية ، لأن إقرار القوانيين التي يرفضها الشعب ظاهرة خطيرة تطعن بالنظام الديمقراطي نفسه الذي يعتمد في نظامه على حكم الشعب ، ولهذا فأن أعضاء البرلمان ليس أمامهم إلا تقديم الإعتذار للشعب وإلغاء هذا القانون السيء الصيت وإلا فأن حق التمثيل يصبح غير قانوني لعدم قيام أعضاء البرلمان بواجبهم بالمحافظة على مصالح ممثليهم ( الشعب) ، وبهذا فأن التصويت على قانون التقاعد ( الإمتيازات التقاعدية لأعضاء البرلمان) قد طعن في شرعية أعضاء البرلمان وأنهى كل أواصر الثقة ما بين الشعب وبرلمانه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك