المقالات

نسكن في وطن يغطيه الظلام


واثق الجابري

نسكن في وطن كل يوم يبتلى بداء، فمتى نكتشف الدواء؟ يقال الوقاية خير من العلاج، ومعرفة الداء نصف الدواء، ومن يبحث عن الحقيقة يبصر نورها، وما كان الله معذباً حتى يبعث رسولا، ومن يقف فوق الجبل يرى ما خلف التل، ومن يدور حول نفسه لا يسمع سوى صدى صوته، يترنح ويقف ويشعر بالعالم الواقف يدور!من يشعر التناقضات، يسعى الى الصراعات، وفي غيابها يوهم في نفسه افتراضها.سؤال يدور في الأذهان، هل إلتصق أسم العراق بالعراك، وتجاوز المعارك لندخل في الحروب، بلا فطنة ولا دهاء ولا ذكاء، من يدعي إنه قائدها يملك زمام المبادرة، يختار الزمان والمكان ونوع الهدف، والفريسة دائما في حالة هروب، كلما ألتفتت الى الوراء أضاعت من وقت تقدمها، يتنظر متى ينتقض عليها، وكيف يكون رد الضربات، مرة يضرب الصدر، وأخرى في البطن او الرجل، والأصعب حينما تصاب العيون، وتسلسلم للإفتراس.أصعب شيء حينما تستلم الضحية للجلاد، وترفع الخيمة عن أبناء وطن ثائر ضد العبودية، فالثوار لا يغادرون المعارك، ومن سير الى الحرب دفاعاً عن حق لا يفكر بالرجوع، وعشرة سنوات تكفي لك بأن تحتل العالم، وتناطح السحاب بالأبراج، وتبني ما حطم في القرون الماضية، لا أن تتراكم الثروات عند الخارج، وشعب الداخل يتضور جوعاً، وما أكثر من إجتمعوا على تشريع سرقة و إفقار المواطن وإذلاله، وتقديم ابنائه فريسة للوحوش؛ متى تكون الوطنية نقاء وبناء، لا يخالطها المكر والدهاء؟ يقاسمونا مثل كعكة تختزن في الكروش، يحسبونا رقماً يتسلقون به على الرقاب، ويحجبون الأمل القريب من العيون.الوقوف خير من الهرولة الى الوراء، وصاحب الحق يُملي ولا يُمْلى عليه.من ترك الوقاية يحتاج الى العلاج، ومن يؤخر العلاج لا ينفعه الدواء، ومن لا يسمع صوت رسول الوطن، يسير على خطى الشياطين، يعرف بنفسه فاقد للصواب، تقودة الى شماعة تعليق الخطايا والضحايا، متسارع الإنحدار في الهاوية الظلماء، لا يعرف التاريخ له مكان. مَنْ يقف وادي يرى من في القمم صغار، ويتصاغرون كلما ارتفعوا أكثر وهو دائم الإنحدار؛ لكننا نسكن في هذا الوطن، يسكن في قلوبنا وإن تلبدت أجواءه بالظلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك