المقالات

" تدخّل المرجعية الدينية.. أفسدَ نشوة الإنتصار البرلمانية "


صالح المحنّه

ثلاث مهام رئيسية للبرلمان : التشريع ..ورقابة أداء الحكومة ..وتمثيل الشعب أمام الحكومة ، وهي مهام كبيرة ومهمّة وثقيلة على المكلّف بها لما لها من أهمية كبيرة تتعلّق ببناء الوطن والمواطن وفي جميع مفاصل الحياة ، لذلك يُفترض أن يكون العضو البرلماني المنُتخب على قدرٍ من الحكمةِ والتعقّل والثقة بالنفس والصدق في القول والفعل ..مايمكّنه من أن يَزِنَ الأمورَ ويختارمايتماشى ومصلحة الشعب الذي إئتمنه على مستقبلهِ ومستقبلِ بلاده ، خاصّة وأنّ العراق يعيشُ ظروفاً إستثنائية لامثيل لها ، لابد أن يكون منطقه محسوب النتائج.. وتقديره للأمور دقيق .. ولايصرّح بمالايعلم ! لأنه يمثّل الشعب ، مانشاهده اليوم من خلافات وإختلافات بين أعضاء مجلس النواب وإتهامات وتسقيط لبعضهم البعض .. وتصريحات هابطة الى درجة الخرط ! يجعل المواطن في حيرة من أمره ! أيعقلُ هذا هو منطق المشرّعين والمؤتمنين على العراق وأهل العراق؟؟؟ الكُل يكذّب الكُل ! كيف يكون المُشرّع بهذا المستوى ؟ وبهذا الإنحدار ؟ وهو الذي يفرض عليه تكليفه القانوني والأخلاقي أن يتجرّد عن ذاته ويتجاوز أنانيته لأنه مؤتمنٌ على حقوق الأخرين ! عندما أنهوا التصويت على قانون التقاعد الأسبوع الماضي .. مباشرةً بعد التصويت تسابقت الكتل البرلمانية على الفضائيات لتزف البشرى والتهنئة للشعب العراقي بهذا الإنجاز الذي طال إنتظاره ! وفي اليوم التالي ما إن أصدرت المرجعية الدينية إعتراضها على المادة 37 و38 حتى تغيّرت لهجتهم وصاروا (راس يضرب راس) وبدأ الإنكار والإستنكار ! وهذا إن دلَّ على شيء إنما يدلّ على عدم الثقة بالنفس ! فجميع الكتل المنضوية تحت التحالف الوطني أنكرت التصويت على المواد السالفة الذكر! وأشتدت الخلافات بينهم وبدأت التصريحات والإتهامات لبعضهم البعض .. والكل حشّد مايستطيع تحشيده من المطبلين والمتملقين لرفع رصيده الأخلاقي بعد أن كشفت زيفهم المرجعية الدينية وأفسدت إنتصارهم المزعوم ! وفي هذه الأثناء وفي خضمّ معاركهم وتخاصمهم على إثبات ولاءهم وإلتزامهم بأوامر المرجعية التي تركوها خلف ظهورهم.. تُعلن داعش إمارتها الإسلامية على مدينة سلمان باك وهم (في سكرتهم يعمهون ) إذن من المسؤول عن هذا التردّي في البلد ؟ ومن الذي أخلّ بالعهد والعقد بينه وبين المواطن ؟ ومن الذي حنث بيمينه وكذب على الله وعلى الشعب؟ ولنتفترض مرر القانون وسواء صوّتم أم لم تُصوتوا على المواد المثيرة للجدل.. ثم إكتشفتم ذلك في اليوم التالي .. إنسوا موقف المرجعية ، أبهذه الطريقة تتعاطون مع المشكلة ؟ كيف يتحول الإشكال والإختلاف على بعض المواد الى مهزلة وتنابز بالألقاب وتهديد بكشف المستور؟ الذي لم يصوّت يعيّر الذي صوّت ! ونسي أنه شريك معه بسكوته على تمرير القانون .. ولولا تدخّل المرجعية الدينية وقرارها الحازم لما تراجع أكثر النواب عن مواقفهم ، وهذه مثلبةٌ أخرى تُسجل على ممثلي الشعب ، ثقة المواطن أصبحت مهزوزة بممثله البرلماني ..الأمر الذي إضطره للخروج الى الشارع للتظاهر والاستنكار.. ودعم موقف المرجعية الدينية الذي نتمنّى أن يستمر برعايته الأبوية لهذا الشعب ومراقبته الشديدة للحكومة والبرلمانيين الذين أوصلوا الشعب الى حالة من القلق والتدهور النفسي والدوران حول نفسه ..وبدل أن ينشغل البرلماني بمشاكل وهموم شعبه.اصبح الشعب هو المشغول بمشاكل البرلمانيين !!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك