المقالات

مجلس النواب يرتكب {اعظم الخيانة}

628 09:28:00 2014-02-07

نزار حيدر

شخصيا، اعتبر ان مجلس النواب العراقي ارتكب {اعظم الخيانة} عندما صوت على قانون التقاعد، لانه عارض رأي الشارع والمرجعية الدينية والمحكمة الاتحادية على حد سواء، في الوقت الذي كان يفترض ان يكون أمينا على إرادة الناخب ورأيه وخياراته وأمينا على الثقة التي منحها إياه من خلال صندوق الاقتراع، فالنائب في البرلمان وكيل وليس أصيلا، ولذلك يجب عليه ان يحقق مصالح موكله وليس مصالحه هو، وان عليه ان يعود الى موكله عندما يريد ان يمنح نفسه مرتبا شهريا او امتيازا من نوع ما.وليس عبثا، اضفتُ متحدثا على الهواء مباشرة قبل قليل في النشرة الخبرية الرئيسية مع الزميل فلاح الفضلي على قناة الفيحاء الفضائية، ان اعتبر رسول الله (ص) خيانة الأمة اعظم الخيانة عندما قال {اعظم الخيانة خيانة الأمة} لان هذا النوع من الخيانات يُسقط هيبة الدولة ويزرع الشك بين الراعي والرعية، وكلنا نعرف فان الدولة بهيبتها، فإذا فقدتها فقدت كل شيء، وهذا ما فعله مجلس النواب عندما التفّ على إرادة الناخب، وسعى لاستغفاله، فبعد ان تظاهر النواب بنزولهم وانصياعهم لرغبة الشارع في إلغاء الرواتب التقاعدية للدرجات الخاصة، عندما ظل الشارع يغلي بالتظاهرات والاعتصامات والإضرابات المفتوحة، حتى اذا اطمأن الشارع بان رغباته بهذا الصدد قد تحققت عندما أصدرت المحكمة الاتحادية قرارها النهائي القاضي بإلغاء الرواتب التقاعدية المشار اليها، وعاد يزاول حياته الطبيعية، اذا بمجلس النواب ينفذ عملية التفاف سخيفة تفتقر الى أبسط صفات الرجولة والشهامة، ليعيد رواتبه الى سابق عهدها، بالضد من إرادة الناخب، ليكتشف الشارع ان ما فعله النواب ايام غليان الشارع ضد الرواتب التقاعدية الخاصة لم تكن اكثر من استعراضات بهلوانية الهدف منها الانحناء امام العاصفة، حتى اذا هدأت (عادت حليمة الى عادتها القديمة).ازاء هذا الالتفاف الأخرق، أدعو الى ما يلي:اولا: تحريم المرجعية الدينية لرواتبهم التقاعدية.ثانيا: رد المحكمة الاتحادية للقانون، بالاعتماد على طعن الشارع فيه اذا لم يطعن به احد.ثالثا: إسقاط كل النواب الحاليين في الانتخابات القادمة ما لم يعودوا الى صوابهم وينصاعوا لإرادة الشارع، فيبادر وا الى سحب القانون.رابعا: ليكن رفض القانون من قبل المرشحين للانتخابات النيابية القادمة هو المعيار على صدق التزامهم بالتمثيل الحقيقي للناخب من عدمه، وان كل مرشح لا يعلن عن رفضه للقانون، وبعبارات واضحة لا مجال في تأويلها وتفسيرها، يجب ان لا ينال ثقة الناخب ابدا.خامسا: مقاطعة النواب الحاليين وعزلهم عن المجتمع وتجاهلهم، فلا نقرا لهم ولا نسمع منهم ولا نتابعهم ما لم يتوبوا ويعودوا الى رشدهم.سادسا: ليعد الناخب يشعل الشارع مرة اخرى بتظاهرات الاستنكار واعتصامات الرفض وإضرابات الغضب، حتى يقرر مجلس النواب سحب القانون.سابعا: ليشنّ الكتاب والإعلاميين ومختلف وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية والاليكترونية، والخطباء وأصحاب الأقلام الحرة الشريفة، حملة شاملة ضد القانون حتى إسقاطه وإعادة صياغته بما يحقق العدالة والإنصاف بين ولكل المتقاعدين بلا أدنى تمييز او استثناء.لقد اثبت القانون ان النواب لا يوحدهم شيء كما توحدهم مصالحهم، فعندما يتعلق الامر بمصالحهم وامتيازاتهم تراهم يتفقون ويتحدون ضد كل المخاطر بما فيها إرادة الناخب ورغبة الشارع، فلا الدماء توحدهم، ولا أشلاء الضحايا المنتشرة في الشوارع والأزقة توحدهم، ولا الدمار وتخلف البلد وتوقف عجلة البناء والتنمية توحدهم، ولا اي شيء اخر، فقط مصالحهم وامتيازاتهم الخاصة هي القادرة على خلق الأرضية اللازمة لتوحيد مواقفهم.والان تحديدا عرفت، انا شخصيا، لماذا تأخر تشريع قانون التقاعد، انهم كانوا مختلفين على امتيازاتهم وليس على مصالح شريحة المتقاعدين المساكين، ليأتي محتوى القانون متعارضا مع اسم القانون، فبينما سمي التشريع بقانون التقاعد الموحد، اذا بنصوصه تستثني شريحة هي الأصغر من الشريحة الأكبر والاوسع في المجتمع، لتميزهم في كل شيء، فأين الوطنية والغيرة والإنصاف يا مجلس النواب؟.وفوق هذا وذاك، نص التشريع على بدعة اخرى اسماها القانون بالامتيازات الجهادية، فماذا يريدون بعد عشرة أعوام من الامتيازات الخارقة للعادة؟ انهم يتاجرون بجهادهم الذي أسموه، زمن المعارضة والجهاد ضد نظام الطاغية الذليل صدام حسين، بالجهاد في سبيل الله تعالى، ليتبين انه كان جهاد في سبيل الجيب ليس الا، وصدق من قال (اذا لم تستح فافعل ما شئت).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
نزار حيدر
2014-02-08
عزيزي الكوفي السلام عليكم شكرا لتعليقك اولا: انا لست موظفا في الدولة العراقية، ولم استلم، لحد هذه اللحظة، فلسا واحدا من كل مؤسسات جمهورية العراق كمرتب او تعويض او منحة او اي شيئ آخر. ثانيا: ان مجلس النواب هو السلطة التشريعية في البلاد، وان نظامنا الدستوري هو نظام برلماني، ولذلك فهو المسؤول الاول والاخير على تشريع القوانين. دمت
أبو حيدر
2014-02-08
أخونا العزيز نزار حيدر جزاك الله خيرا,أما خيانة بعض البرلمانين ومن نسق معهم من آكلي السحت الحرام عادي فكما يقولون المبلل ميخاف من المطر؟ أما فيما يخص بعادة الرواتبالى سابق عهدها وخلاف ما أتفق عليه؟فقد حرمها الله عز وجل قبل المرجعية لأن ما بنية على باطل فهو باطل؟ والقانون لا يحتاج الى سحب وصياغة أخي العزيز أحنة ما صدكنة تمريرة والموافقة عليه؟ لكن يقر فقط يلغى تقاعد البرلمانين لأنه خلاف الشروط المتفق عليها وأهم من ذلك أنها خلاف الدستور؟؟؟.
الكوفي
2014-02-08
الاخ نزار حيدر لماذا لم تذكر مجلس الوزراء في حديثك بأي كلمة علما ان مجلس الوزراء هو من شرع القانون وان رئيس الوزراء هو زعيم كتلة دولة القانون التي تمتلك 89 مقعد ، اما كان الاجدر ان يحاسب مجلس الوزراء على تشريع هكذا قانون ادخلنا في ازمة تضاف للازمات التي افتعلها من قبل ونحن على ابواب الانتخابات ، يفترض ان يدان المالكي ومجلس الوزراء قبل ان يدان البرلمان الذي اغلب اعضائه يمثلونهم وزراء في مجلس الوزراء ، نرجو منك التوضيح بشكل صريح وهل سكوتك خوفا على مكانك ووظيفتك ولك الشكر والتقدير .
عبد المهدي الحاج نوري
2014-02-07
التحريض على التظاهر في مثل هذه الامور ليس في صالح العراق ... الانتخابات على الابواب ولنترك الشعب يختار عبر صناديق الانتخاب فان كان راضيا عن امتيازات النواب ومن خدم في العراق الجديد فانه سيعيد انتخابهم والا فلا .... فالديمقراطية الحقيقية هي التي تمرر عبر صناديق الانتخابات لا عن طريق التحريض والاعلام المجهول التمويل او تظاهرات تمثل بضعة مئات من المواطنين الاعزاء قد لا يشكل رأيهم اغلبية منتجة. وعلى اية حال فالقانون انصف شريحة واسعة من الشعب بما فيهم بعثيون سابقون وقلل الامتيازات الى حد 25 بالمائة.
من قوم عبد الزهرة وعبد الحسين
2014-02-07
منذ تأسيس الدولة العراقية والمسؤولين يتمتعون بالامتيازات وكون الكثير منهم الثروات والعقارات ولم يكن لـ (عبد الزهرة) منها نصيب، اعتقد ان الهجوم على الامتيازات جاء لان (عبد الزهرة) المظلوم من الف سنة دخل في قائمة الامتيازات.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك