المقالات

منهوب النص ... ما منهوب


الحاج هادي العكيلي

أطلق هذا المثل الشعبي العراقي المشهور على الشخص الذي يسرق نصف ماله وحلاله ويحتفظ بالنصف الاخر غير المسروق . والآن بعد مضي عدة سنين على مناقشة قانون التقاعد الموحد الجديد ، لاحت بالأمس أقرار القانون بعد جهد وجهيد ومناقشات ومناكثات على طول تلك السنين لتزف البشرى للمتقاعدين الحقيقيين وتصبح نكسة للمثقفين والمتابعين للوضع العراقي الذي وصلت به الأمور إلى هذه الحالة .أن قانون التقاعد الجديد تشوبه كثير من الملاحظات ونقاط الخلاف التي قدمتها كثير من الكتل السياسية العاملة في مجلس النواب وأبناء الشعب العراقي ومنها الخبرة أي سنوات الخدمة والشهادة وقد حلت تلك الاشكلات وهناك كثير منها لم تحل على الرغم من إقراره . وكان تخوف المتقاعدين من عدم اقراره في الدورة الحالية من البرلمان وترحليه إلى الدورة القادمة من البرلمان ، حيث أن المتقاعدين الذين يمثلون شريحة كبيرة من الشعب العراقي عانوا كثيراً ويجب أنصافهم ، ولكن القانون لم ينصفهم بالشكل الذي يجعل المتقاعد ان يعيش في حياة كريمة ، بل جعل أقل راتب للمتقاعد 400 ألف دينار ، بينما منح السجين السياسي راتب تقاعدي مليون ومائتان ألف دينار ، علماً أن هناك كثير من علامات الاستفهام على السجين السياسي لان كثير منهم ( دغش ) ، وعلى الحكومة أعادة النظر بهؤلاء والتحقق من أوراقهم الثبوتية والقانونية بتشكيل لجان بهذا الخصوص وإلا أصبحت أموال الشعب العراقي في مهب الريح لكل من هب ودب وأصبح سجين سياسي .أن اقرار قانون التقاعد بهذه الصيغة قد يعتبره المتقاعد الحقيقي الفقير نصراً له ، وترى بعض الكتل السياسية انتصاراً لها مدعية من أنها شرعت وأقرت القانون ووافقت عليه وصوتت عليه في مجلس النواب ، وان بعض النواب أدعى أنه من شرع وأقر القانون وأنه صاحب الفضل الكبير على شريحة المتقاعدين بإقرار القانون منتظراً أن يصوتوا له لانه هو صاحب المبادرة وما عليهم إلا ارجاع الفضل له متناسياً وناكراً جهود كتل سياسية وأعضاء تابعوا القانون منذ تشريعه إلى يوم إقراره . ويلكم أين تذهبون !!!!لقد كان الشعب العراقي ينتظر من مجلس النواب أن يقر قانون التقاعد الجديد ليس بهذه الصيغة التي أقروها لانها لم تنصف شريحة المتقاعدين ولم يجعل حالة التساوي في الحقوق بين أبناء الشعب الواحد بوضع امتيازات وفوارق بينهم وأعطى امتيازات للبعض على حساب البعض الاخر بدون مبررات قانونية بل أعطيت تلك الامتيازات على ضوء الحزبية .لقد رفض الشعب العراقي تلك الامتيازات السابقة التي كان النظام البعثي الصدامي يعطيها إلى أعوانه ويفضلهم على أبناء الشعب بامتيازات ما أنزل بها من سلطان . واليوم قد أعيدت تلك الامتيازات بطريقة أخرى وفي قانون التقاعد الجديد ليعطي للخدمة الجهادية التي عليها كثير من الاشكلات والتي أعطيت لأناس غير مستحقيها وحتى البعثية حصلوا على الخدمة الجهادية من خلال انتمائهم إلى الأحزاب والتيارات الاسلامية والعلمانية التي كانت معارضة للنظام الصدامي آنذاك واليوم هي تعمل على الساحة السياسية العراقية ، فكل من ينتمي اليها يحصل على الخدمة الجهادية وبهذا فقدت الخدمة الجهادية روح الجهاد الحقيقي .قد أعطى قانون التقاعد الجديد الرئاسات الثلاثة واعضاء البرلمان واعضاء مجالس المحافظات والمجالس البلدية تقاعد بمواصفات خاصة بعد ان رفضت المحكمة الاتحادية منحهم الراتب التقاعدي ، فأصبحوا هم أكثر فرحاً من شريحة المتقاعدين ، وجعلوا المتقاعدين يرددون في الاماكن العامة وفي مجالسهم الخاصة (( منهوب النص ... ما منهوب )).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد ابراهيم
2014-02-05
يتم تدقيق معاملة السجين السياسي بدقة ولا اعتقد ان هناك تزوير كثير والسجين السياسي يستحق هذا الراتب لان حياته دمرت تماما في تلك الفترة ولا اظن سجين سياسي صحته بخير ويعاني الجميع من الامراض المزمنة والحالات النفسية الصعبة
الكوفي
2014-02-04
بصفتي سجين سياسي قضى سنين شبابه في زنزانات البعث الكافر وسجونه الظلماء اتفق مع الاخ الكاتب واطالب بتشكيل لجان تخاف الله وتخشاه في التحقيق بملفات السجناء المصادق عليهم ، هناك الالاف ممن يستلمون راتب السجين السياسي وهم ليسوا بسجناء ، مؤسسة السجناء حالها حال المؤسسات الاخرى التي ضربها الفساد والتزوير ولابد من اعادة النظر في جميع الملفات ومعاقبة كل شخص زور الوثائق واستطاع ان يخدع الاخرين ومطالبته باعادة الاموال التي استلمها علما ان اغلب فروع المؤسسة تقر بأن هناك تزوير كبير طال المؤسسة وشكرا .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك