المقالات

مالفرق بين اهل الفلوجه واهل الجنوب ؟


عدنان السباهي

في حروب الجاهلية يغير الغزاة على قبيلة ما وعندما ينتصرون عليها، تستعبد رجالها ويستحي نسائها ويتم الاستيلاء على ممتلكاتها من الاموال والمواشي وغيرها، لان منطق القوة هو السائد ولا يوجد قانون يحكم الناس ويحدد الجزاء لمن يرتكب الجرائم كالقصاص والديه وغيرها، فكان السائد قانون الغاب حكم القوي على الضعيف.عندما ساد الاسلام غير هذه القيم والعادات البالية والغير إنسانية، ولكن تحمل الرسول(ص) واصحابة اشد العذاب والحروب والمعاناة والحصار والتنكيل فحين يظفر هؤلاء الجهلة بالمسلمين ينالهم القتل والتعذيب ، لكنه وثلة من اصحابة وأهل بيته صبر وأنتصر، وبعد انتصار الاسلام ودخول الجيش الاسلامي مدينة مكة فاتحا، خاطب جنوده بعدم التعرض للمشركين برغم مافعلوه للمسلمين وعدم مس الممتلكات والنساء والأطفال ومن يدخل بيته او بيت ابو سفيان فهو امن وهو قائد المشركين!!، وبقت هذه الاخلاق والقوانين الالهية لان مصدرها من رب العالمين عن طريق الوحي بكتاب الله القران الكريم، وسنة النبي وهي ترجمة للايات على شكل افعال وممارسات عملية طبقها اصحابة المنتجبين واهل بيته بينما خالفها البعض وعادوا للجاهلية من اجل السلطة والمال، فهذا الامام علي(ع) وفي حرب صفين حين سيطر جيش معاوية على مصدر الماء منع جيش الامام علي من الاقتراب من الماء بينما حصل العكس حين استولى اصحاب الامام علي مصدر المياه فامر الامام علي (ع) اصحابة بتركهم يتزودون من الماء فأشار عليه البعض ان هذه فرصة للقضاء عليهم لكنه رفض لان اخلاقه وتعاليم الرسول العظيم راسخة في وجدانه وجميع جوارحة، ونفس الحادثة تتكرر مع الامام الحسين(ع) عندما اتى جيش الحر بن يزيد الرياحي لقطع الطريق امام قافلة الامام الحسين واصحابة واهل بيته والذي سوف يقتلهم غدا ، ونفذ الماء لدى الجيش الاموي ، وبالرغم من ان الماء قليل لدى القافلة امرهم بسقي العطشى الماء والقصة معروفة ولا داعي لسردها.وبالامس القريب عندما هاجم الجيش العراقي المحافظات الجنوبية في التسعينات فالطائرات تقصف المدن والقرى وتحرق البساتين،والدبابات تدمر كل من يقف في طريقها وهي تحمل العلم العراقي (ابو النجمات) الذي رفض الاخوة الاكراد رفعه في الاقليم لأنه كان يحمل على الطائرات والدبابات التي قصفت مدنهم، فانتشر الموت في كل مكان الاشلاء ممزقة بعضها تم رميه بالأنهار والبعض الاخر تم دفنهم في مقابر جماعية ، وحين عاد الجيش مهزوما بالحرب الثانية لم ينتقم اهل الجنوب من الجيش بل بالعكس احتضنوا الجيش وضيفوا افراده وخاصة من اهل المناطق الغربية وخصوصا اهل الفلوجة فاستقبلهم اهل البصرة واهل الناصرية والعمارة والبسوهم الملابس المدنية وسهلوا وصولهم الى مناطق سكناهم حتى لايتم استهدافهم من قبل القوات الاجنبية، لكن ومع الاسف والمحزن والمبكي ما نراه من اخواننا في الوطن من اهالي الفلوجه في المقاطع التي بثتها القاعدة وكيف يتم ضرب الجنود العراقيين من قبل الناس في الفلوجة من اطفال وصبية ورجال كبار وهم يكبرون ويلعنون الرافضة والنساء التي تزغرد وكأنهم اعداء وحتى وان كانوا اعداء ان يعاملوا كاسرى حرب حسب المواثيق الدولية والإنسانية ، وليس التمثيل بالجثث وتفخيخها فأين الاسلام والعروبة التي يدعون، حتى الحيونات المفترسة لها قوانين واعراف ، ومنذ 2003 ولحد الان يتم قتلنا يوميا بالفخخات والعبوات الناسفة وغيرها من ادوات القتل ونرمي اللوم على القاعدة ونحن نعلم من يؤيهم ويوفر لهم الملاذ الامن ويسهل حركتهم ويتجند معهم ، ومن باب الوطنية والإخوة لم نتهمهم ، والقاعدة التي قتلت ابنائهم وتزوجت بناتهم رغم انوفهم وعطلت الاعمار في مدنهم بحجة الدفاع عنهم ، اي دفاع وهي تنفذ اجندات خارجية حطبها هم وممتلكاتهم ومستقبل ابنائهم، فالفرق كبير بين اهل الجنوب اصحاب الاخلاق والضيافة والكرم لأنهم يتخذون الرسول وأهل بيته نموذجا وبين اهل الفلوجة الذين ظهروا بالشريط المصور ، ولو ان الجيش اراد ان يفعل مافعل الجيش العراقي السابق في التسعينات لقضى على هؤلاء المجرمين المتحصنين بالمدنين بساعات وليس ايام لكن تطبيقا لحقوق الانسان وتعاليم الاسلام وخوفا على حياة النساء والأطفال يصبر الجيش ، فعلى القائمين على الامر ترك اهل الفلوجة تحكمهم داعش حتى يتخرج ابناؤهم من مدارس التخلف والتكفير بدل العلم والتطور، ونتمنى ان نكون مخطئين وان هذا التصرف صدر من مجموعة غير مسؤولة وليس عامة الناس ، وإذا كان هذا رأي الجميع في المدينة فالاوجب تركها لداعش والحفاظ على الجنود وإعادتهم الى عوائلهم سالمين بدل قتلهم من قبل ابناء وطنهم والتمثيل بجثثهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2014-01-30
والله جريمه اخسر جندي واحد على اهالي الفلوجه واتركهم عرضه لداعش من الافغان والصوماليين واليمنيين فانهم حواضن قديمه لهم واستباحوا اعر اض اهالي الفلوجه فتركهم هم ودواعشهم يفعلون مايشاءون بهم واسجل اعتراضي على المالكي في خطبته الاسبوعيه بان الفلوجه اسيره لدى الارهارب لا يارجل لولا الانتخابات وحاجتك الى صولة فر سان جديده لما ذهبت فترك هذه المدينه ومحاصرتها من الخارج ودع كلابهم تستبيح نساءهم هذا عين العقل
الدكتور شريف العراقي
2014-01-30
وهل يتعظ الشيعة ويكونوا دولة تبعدهم عن اعدائهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك