المقالات

من أوصلنا إلى هذا الحال..؟


مالك المالكي

بعد ثورة الشهيد ستار أبو ريشة على مجرمي القاعدة في الانبار، وتشكيل الصحوات، وتعميم التجربة على محافظات ومناطق متعددة في بغداد، تميزت بكونها مناطق ساخنة، تحقق الأمن بشكل كبير وواضح، وأصبحت الانبار ممر امن للمسافرين ونقل البضائع، وبدأ رأس الحكومة يتفاخر بتحقيق الأمن، وخاض الانتخابات الماضية تحت هذا الانجاز، وساعد على ذلك التخطيط من قبل رؤوس الشر في المنطقة لإحداث سوريا، حيث تم نقل الكثير من الإرهابيين من العراق إلى هناك. وكان يفترض في حينها أن تشدد الحكومة قبضتها على تلك المناطق، وتنشط الجانب ألاستخباراتي لمنع عودة الإرهاب من جديد، لكن الذي حصل كان عكس ذلك تماما حيث أهملت الحكومة تلك المناطق، وقامت بتغيير القيادات الأمنية التي حققت الانجاز إلى أماكن أخرى، كما حصل مع الفريق رشيد فليح للذي بسط سيطرة الحكومة على مدينة سامراء، بشكل وصل إلى حد أن زوار العتبة العسكرية أدوا زيارة الإمام العسكري في ذكرى استشهاده سيرا على الأقدام من بغداد إلى سامراء، وأيضا تم تولي رئيس الحكومة إدارة الوزارات الأمنية جميعها، وإهمال ملف تسليح الجيش والشرطة بشكل عجيب، رغم صرف المليارات على هذا الجانب لكن دون تحقيق أي تقدم على ارض الواقع، وتحولت المؤسسة الأمنية إلى واحدة من افسد مؤسسات الدولة العراقية، وكذا عدم ايلاء العمل ألاستخباري أي اهتمام يذكر.حتى ظهرت أزمة حماية وزير المالية رافع العيساوي، في مخطط واضح لتشعل أزمة ساحات الاعتصام، التي تحولت إلى مراكز للتحشيد ورفع الحس الطائفي بين مكونات الشعب العراقي، وبالتالي تجنيد الشباب للانضمام إلى ما تسمى بدولة العراق الإسلامية، وبات الأمر واضح لكل متابع أن الأمور تزحف باتجاه خطير، وصدرت تصريحات كثيرة تحذر مما يجري في ساحات الاعتصام، وقامت قيادات وطنية بمحاولات لمعالجة الوضع، لكن الحكومة العراقية لم تتفاعل مع هذا المحاولات، وشكلت اللجان التي أصبح العراق الدولة الأولى في العالم في تشكيل اللجان، ولم تحقق أي لجنة لحد الآن الهدف من تشكيلها، أو تعلن نتائج أعمالها.! وأخذت الأحداث تتصاعد وكثرة الحوادث الإرهابية في محافظة الانبار والموصل وتكريت، وتم الاعتداء عدة مرات على الروضة العسكرية، ولم يحصل أي تحرك جدي وواضح من قبل الحكومة، سوى ما حصل في سليمان بيك في تكريت، هذه الحادثة التي ظهر أن الغاية منها كانت التصعيد، الذي يؤدي إلى تمسك أبناء المحافظات المعتصمة بساحات الاعتصام، بعد أن بدا الكثيرون بالتراجع وترك تلك الساحات، وأيضا إذاعة أخبار عن محاولات اعتقال لشخصيات مهمة في ساحات الاعتصام، كما حصل في الانبار مع رافع العيساوي وأبو ريشة وعلي سليمان وغيرهم، وهذه التحركات أثارت الكثير من علامات الاستفهام، حول نية الحكومة وعدد من الشخصيات وغايتها من هذه العشوائية وعدم وضوح التحركات التي تقوم بها، وحتى وصلت الأمور إلى اليوم، حيث تشن عملية عسكرية في صحراء الانبار ضد معسكرات لداعش، وهنا تطرح عدة أسئلة تحتاج إلى أجوبة، منها أين كانت الحكومة والقوات الأمنية بحيث تم تشكيل معسكرات لتدريب الإرهابيين.؟ ولماذا تم توقيت العملية مع الزيارة الأربعينية.؟ خاصة وان الحوادث الإرهابية في الانبار وغيرها ليس جديدة، فقد قتل العشرات سواء من القوات الأمنية أو المدنيين فضلا عن الاغتيالات، لذا مع الدعم الكبير للقوات الأمنية في هذه العملية، يجب أن نضع أكثر من علامة استفهام عن نوايا الحكومة ورأسها، من حيث السكوت طيلة الفترة الماضية، وتوقيت العملية العسكرية........

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك