المقالات

الحكيم ومبادراته ...تأزيم أم حل ؟!


محمد حسن الساعدي

كثيرة هي المبادرات التي أطلقها الحكيم في مناسبات خاصة أو عامة ، وأتت في توقيتات مهمة وتقاطعات غاية في الحساسية ، إذ اعتبر البعض أن هذه المبادرات هي خارطة الطريق لحل الكثير من المشاكل المفتعلة والتي تعصف بالعملية السياسية والمشروع الوطني ، والذي ما زالت أركانه لم تستقر بعد .فيما عدها البعض أنها مناورات انتخابية ، أو يراد سحب البساط من الخصم ، والإيقاع به ، أو محاولة تجريده ، وعزله في زاوية ضيقة ؟!فعندما وضعنا هذه المبادرات في ميزان القراءة والتحليل ، خلصنا إلى نقاط مهمة في هذه المبادرات : والتي من أهمها :1) انها جاءت في توقيتات الأزمات ، فلم تأتي لظرف ما أو غاية ما . ومثالي في ذلك البصرة عاصمة العراق الاقتصادية ، هذه المبادرة لم تأتي في ظرفاً انتخابي لنقول انها دعاية انتخابية ، والتي عطّلت تماماً من دولة القانون وبذرائع شتى ؟ بل جاءت بعد معاناة مريرة لمحافظة تعيش على بحيرة من النفط ، وهي لا تملك شيء .2) اي مبادرة أطلقها الحكيم لم تحمل بين أحرفها أسم المجلس الأعلى أو الحكيم ، لتجيّر إلى حزبه أو تياره ، بل هي جاءت متسقة مع معاناة المواطن العراقي عموماً ، كما حصل في مبادرة منحة الطلبة ، والتي جاءت لتخفيف الكاهل عن الطلبة .3) هذه المبادرات تسير في سياقات... الحكيم لا يملكها ، فهو لايملك السلطة أو المال لاستغلاله في الأغراض الانتخابية ، فتم تقديمها على انها مشروع قانون ، ليأخذ طريقه نحو البرلمان ، والتصويت عليه من قبل ممثلي الشعب ، وهذا بحد ذاته انجازاً لا يحسب للحكيم ، بل للحكومة والمجلس التشريعي .4) الملاحظ أن هذه المبادرات تحمل حساً وطنياً واضحاً ، فما أطلقه في الملتقى الثقافي الأخير من مشروع "انبارنا الصامدة " ، مثل حالة نوعية غريبة في الوسط السياسي ، فياترى هل هو غزل سياسي للسنة ؟! آم انه سحب البساط من الحكومة ، واستثماره في الدعاية الانتخابية ؟!هنا الجميع يعلم أن الحكيم يملك علاقات جيدة مع الجميع ، بل هناك علاقات جيدة مع مختلف الوسط السياسي السني ، وعندما أقرأ تصريحات البعض من السياسيين أجد أنهم يرون في الحكيم الصدق والإخلاص والأمانة ، فعندما يقول الحكيم فنحن نصدقه ، هذه المصداقية ، جعلت جسور الثقة ، تمتد بينه وبين الوسط السياسي السني ، لهذا عندما انطلقت المبادرة لاقت ترحيباً جيداً في الوسط السني ، والكردي ، بل عدّها البعض انها خارطة الطريق للخروج من هذه الأزمة الخانقة ، فيما عدها الشركاء أنها محاولة لقلب الطاولة ، وسرقة الضوء عن العمليات العسكرية الجارية في الرمادي ، وبالتالي ضياع الهدف المراد منه انطلاق عملية عسكرية ضد الجماعات المسلحة في الانبار والذي قرأه البعض انها عرض انتخابي بامتياز . يبقى على الآخرين قراءة هذه المبادرة انها ترطيب للأجواء السياسية ، وتهدئة للأوضاع المحتقنة ، والتي يستغلها الإرهاب ليكشر عن أنيابه ضد الأبرياء العزل ، وان نقرأ هذه المبادرة بروح وطنية بعيداً عن السياسة والتصارع السياسي ، والذي أدخلنا في نفق لايمكن الخروج منه أبدا.علينا أن لا نضع المبادرة في قالب السياسة ، بل نجردها من أهدافها ومحتواها لنجد أنها جاءت لتخفيف حدة الاحتقان السياسي والذي ينعكس بالسلب على الشارع العراقي ، والذي ينتظر من السياسيين أن يسعوا إلى تعزيز الثقة فيما بينهم ، خصوصاً ونحن مقبلون على حالة من التغيير في المشهد السياسي في انتخابات مصيرية تحدد معالم الوضع السياسي القادم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك