هادي ندا المالكي
اختلفت الآراء وتباينت المواقف كثيرا حول مبادرة انبارنا الصامدة التي أطلقها زعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم على خلفية الأحداث الأمنية القديمة الحديثة التي شهدتها مناطق الانبار والفلوجة والصحراء الغربية خاصة بعد استشهاد قائد الفرقة السابعة محمد الكروي وإطلاق حملة عسكرية في صحراء الانبار للأخذ بثأره تراجعت الى الخلف لتدخل الانبار وباقي مناطق النزاع الأخرى في الفلوجة وفي ابو غريب وفي الصقلاوية.
واتساع مديات الاختلاف بين المؤيدين والمعارضين للمبادرة يعني انها مبادرة شجاعة وجريئة ولو لم تكن كذلك لما تركت كل هذا الاثر وهذا الصدى المتردد والذي وصل الى مديات الأمم المتحدة والجامعة العربية والبيت الأبيض وجميع الكتل السياسية "باستثناء قائمة الحكومة" التي وجدت فيها مخرجا لازمة مفتعلة يراد منها حصد الأرواح واتساع الفجوة بين مكونات الشعب العراقي وقطف نتائجها ووضع ثمارها في صندوق الانتخابات طالما ان الدورة الأولى انتهت بصولة الفرسان ضد الشيعة فلا ضير ان تنتهي الدورة الثانية بصولة جديدة وهذه المرة ضد السنة وقد تكون الدورة الثالثة بصولة مع الكرد طالما ان الصولات هي الأقرب والانجع في حسم نتائج الانتخابات.
ورغم ان من حق الجميع القبول او الاعتراض الا ان هذا الحق لا بد ان يرتبط بثوابت تتماشى مع المنطق والحق ومع الطرح وخلاف هذا يتحول الاعتراض الى حالة من الدونية والشعور بالنقص والخوف والرغبة بالانتقام وهذا هو ما يحدث بالضبط من قبل المعترضين على مبادرة انبارنا الصامدة فهؤلاء وللاسف تجردوا عن كل الاخلاقيات وانتهجوا منهج التهويل والغش والكذب والقفز على الواقع والسقوط في مستنقع الانتماء الضيق بل ان هؤلاء حاولوا بما تخلوا عنه من شرف المهنة والكلمة ان يعطوا للمبادرة طابعا غير الطابع الذي صيغت من اجله،لانهم صوروا للناس واقعا لم نصل اليه بعد الا من خلال تشريعات قانونية وموافقات اصولية حكومية وبرلمانية وقضائية بل ان هؤلاء اختصروا سنوات عديدة بلحظات لا يمكن ان تجني منه الانبار فلسا واحدا.ان المعترضين والباكين والمعولين والنافخين والمطبلين يرفضون ان يمنح السيد الحكيم اربعة مليارات الى الرمادي لانها ستذهب الى الارهابيين والقتلة بينما تعاني محافظات الوسط والجنوب الحرمان والعوز والفقر والفاقة والحقيقة التي يعرفها كل من لطم خديه هي ان الحكيم لم يمنح درهما واحدا الى الانبار حتى الان وانما اقترح وطالب وهذا المقترح والمبادرة قد تتحقق وقد لا تتحقق والشيء الاخر ان الاربعة مليارات هي ليست من جيب احد وانما هي من اموال الشعب العراقي وابناء الانبار جزء من الشعب العراقي وهذه الاموال توزع على اربع سنوات يكون القصد منها اعمار واستقرار المحافظة اي المال مقابل الاستقرار الشيء الاخر ان الحكيم وقبل ان يطلق مبادرة الانبار اطلق مبادرات مماثلة لجميع محافظات الوسط والجنوب بما فيها بغداد لكن نفوس القوم شحت ورفضت هذه المبادرات لانها اطلقت من السيد الحكيم وكلها مبادرات واقعية ويمكن تطبيقها وفيها خلاص اهلنا من الفقر والفاقة والعوز والحرمان وللاسف فاننا لم نسمع صوتا مؤيدا واحدا من هؤلاء الجبناء والمخنثين والخانعين اتجاه تلك المبادرات.
ابشركم ان السيد الحكيم سوف لن يتوقف عن دعم مبادرة انبارنا الصامدة لانها ليست دعاية انتخابية وتتوقف عند وقت معين بل لانها مشروع حقيقي فيه انتصار لمشروع الدولة المدنية العادلة وفيه رسالة واضحة ومفهومة لجميع ابناء الشعب العراقي باستثناء الخائفين والمرعوبين والمخنثين الذين يفهمونها بقدر خوفهم من المستقبل وبقدر جرائمهم التي ارتكبوها ضد ابناء الشعب العراقي.
https://telegram.me/buratha