علي محسن الجواري إعلامي وناشط مدني
اجتمعوا في بيته، عراقيون، شيعة، وسنة،صابئة، مسيحيون، ايزيديين، فمن أصحاب السماحة، وأصحاب الفضيلة، وأصحاب الغبطة، وممثلي من لم يستطع الحضور بنفسه، لكنه أرسل من ينوب عنه، والمناسبة ، المولد النبوي الشريف، والبيت، بيت آل الحكيم، الذي يقف في بابه مستقبلاُ، الحكيم الشاب.لست هنا مادحاً، لمن لا يستحق المديح، فرجل السلام، العراقي الأول، صاحب اليد البيضاء، طالما مد تلك اليد للآخرين، فمرة يدعوا السياسيين، للجلوس إلى مائدته الكريمة، وهو ابن الكرام، ومرة يدعوا أبناء العشائر، فيشربون قهوته المهيلة، ومرة يجمع أبناء المجتمع العراقي، من كل المشارب، ليحدثهم حديث تطيب به النفوس، وتخضع فيه القلوب، وتطنب الآذان، حديث يرضاه الله ورسوله وأولي الأمر.وفي كل بلاء، أو أزمة، تحيق بالوطن وأبنائه، يطل بابتسامته، وحلوله، ومبادراته، وكأني بإمام الطائفة، السيد محسن الحكيم قدس سره الشريف، العراقي الغيور، والوطني المخلص، وخيمة العراقيين، مهما كانت عناوينهم، ومن أي رافد للوطن ينتمون، يلفهم بعباءته، ويحنوا عليهم حنو الأب.قد يراني البعض مغالياً، أو مندفعاً، لكن ديدن النفس البشرية، حب السلام، والركون إلى الطمأنينة، إنا إنسان عراقي، أتعبته سنون الحرب، كغيري من المظلومين من أبناء وطني، فمنذ أن فتحت عيني، وانأ أرى بلدي، يدق طبول الحرب، وينشد أغنية (احنه مشينه للحرب) ولا اعرف متى سيعود، فمن حرب إلى حرب، ومن جرح إلى جرح؛ صوت الحكمة وتغليب العقل، قد خفت، كما يخفت النور، في الدهاليز المظلمة.وعندما تحدث الخطوب والملمات والأزمات، خاصة في هذه الفترة، يتوقف كل شيء ، ويكاد السكون والطمأنينة، ينمحيان، ولا نسمع إلا التصريحات من هذا الفريق أو من ذاك الفريق، يتعاركون أمام أجهزة الإعلام عراك الديوك الشركسية، ولا يبادر احد، لمد يد المساعدة، لهذا الشعب المظلوم والمغلوب على آمره، لا نسمع سوى صوت الحكيم الشاب، صوت العقل، صوت الوطنية، وما أكثر مبادراته ودعواته، لتغليب لغة العقل والحوار بين الأخوة، إخوة الوطن.حتى جاءت الأزمة الأخيرة، واستيلاء تنظيمات القاعدة وداعش، على أرضنا في الانبار، بمعاونة من ارتضى لنفسه، الذل والمهانة، والخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة، ليبتلى أخوة لنا هناك، ويبتلي معهم كل العراق، فتقدم الحكيم بمبادرته، وإذا بصغار النفوس والعقول، ممن لا يفهمون من الأمر شيء، ولا يعون من الوضع شيء، يهاجمون المبادرة، وكأنها المبادرة الأولى.فكما انتصف السيد الحكيم، لأهله في الانبار، قدم العديد من المبادرات والبرامج، لتطوير، وانتشال، وتعمير، محافظات ومدن الوسط والجنوب، فماذا كان الرد الحكومي؟ الصمت، ومحاربة ما تقدم به، بل والادعاء إنها مبادرات انتخابية! ولن استغرب ذلك، فهم يرون الآخرين، بعين أنفسهم، ولأنهم تعودوا، على تسخير كل شيء يقومون به لتحقيق مصالح انتخابية..سلامي
https://telegram.me/buratha