فراس الجلالي
في أفاق المجهول لا تُرسم خرائط الأعمار, مسلمة لا يختلف عليها اثنين, لاسيما في عراق اليوم .. حكوماتنا الرشيدة, أثقلت مسامعنا تصريحات, باتت تختلق الأزمات لتشبعنا من جرع التصريحات الرنانة..
بقراءة بسيطة لمجريات واقعنا, سنصل إلى أن المتحقق من التطلعات العراقية في بناء الدولة العصرية يقارب الصفر, فكلما مرت علينا أيام هدوء وسكينة, عصفت بشوارعنا المفخخات, ومتى ما رأينا مسؤول يفتتح مشروع, لم نفرح به, أما لأنه كما تعودنا ليس ضمن المواصفات, او لأنه كان حلبة لسرقة الأموال الطائلة, التي إن وزعت على العراقيين, لتصدرنا قوائم الناس المترفين في العالم..ما يؤلم بشدة, أن في منظور قيادتنا, لا يوجد من يستطيع أن يتحمل المسؤولية, "لا يوجد من يستحقها حتى ننطيها" وان لاح بالأمس القريب أمل اسمه (حمودي) استبشرنا به, فقد يتكلف الرجل الستيني أمر توريث الحكم لابنه الشاب العشريني الناهض بقوة من الدلال لمعترك القانون...لكن سرعان ما تبددت الآمال؛ فالتصريحات بسرعة البرق تحولت إلى ساحات الفتنة, انطلق الرجل من الصمت إلى الأفعال والانفعال؛ صالت الإبطال بعد انتظار؛ أمر اسعد القلوب, واستبشر به الأصدقاء, أخيرا نُبذ الإرهاب, والجميع متوحدون لمحاربته؛ فرحة لم تدم, تحولنا من مهاجمة الذئاب لطرد وهش الذباب, وعادت حناجر الفتنة تصدح, تُهيج الشارع العراقي, لينقسم بين متسنن يخشى التغريب, ومتشيع ملل الوعيد بعراق امن بدون تكفيريين وقتل على الهوية..جنودنا الأبطال للغيرة عنوان, وبالرغم من ذلك استهدفهم الغادرين, مدفوعين بفتاوى المخرفين.ما لبث الساسة يصبون الزيت على النار بسبب عصبية امتلكتهم, او مكاسب هجرتهم, وامتلأت قنواتنا بالتصريحات النارية, الأغاني الحماسية كغابر أيام الطاغية صدام, تشجيعا لمزيد من الصدام؛ لا بل تمادى الأمر بان تطلق التهم على المصلحين والوطنين, أما تكونوا معنا, او تكونوا علينا, وان انبرى احدهم بتصريح وطني قالوا عنه انه متخاذل!لا هم يحسمون الصراع, ولا هم يهدؤون النفوس, وينزعون للحكمة..على كل حال هي إن خُليت قلبت, ليس الجميع طامعين, للكراسي محبين, يبدوا أن هناك من رجالنا, من يُغلب المصلحة العامة على الشخصية, يفكر في العراق أكثر من مكاسبه الانتخابية, انه الرجل السمح عمار الحكيم, الذي خرج بمبادرة حل واقعية, في وقت, انكسرت شوكة المجرمين, وحقق الجيش العراقي انتصارات مشهودة على الإرهابيين, تعزز موقع السيد الريس, تجددت أماله بولاية جديدة, برغم الواقع المتردي في اغلب أركان حكومته! حيث يرتع المفسدون, وتباع المناصب للمتكسبين.السيد أراد للعراق الخير, طمع في مساهمة الأنباريين أبناء الأرض بحفظ الأمن, كما فعلوا سابقا, وان تعاد إليهم استحقاقاتهم, من طريق التزامهم بمبادئ القانون, فيكونوا عونا لجيشنا الباسل بطرد المجرمين, وكشف مموليهم ومسانديهم.ما أجملها من مبادرة, وما اغرب كيف استقبالها المشككين, تطبيل وتحريف, دافعهم الخوف من ضياع المنفعة, إذا كان طريق الحل يتأسس بها.يريدون أن يبقى الحال على ما عليه, تفرق, مزايدات, الكل يريد ولا يعطي, يبدو أن سحر الكرسي ملازم لصاحبه, هو يعمل لتطويل فترة بقائه, وان نفع الأمر تسجيل رقم قياسي جديد في إستملاكه
https://telegram.me/buratha