المقالات

حتى لا تتسع المقابر وتمتليء الجيوب!..

519 10:34:00 2014-01-17

حيدر حسين الاسدي

عندما يتحكم المزاجيون بقرارات الأمة، ويسيطرون بتفويض القانون على مصير شعبها، تتحول الدولة إلى ساحة للتناقضات والتقاطعات، وتتناحر طوائفها، ويعلوا صوت التخلف والعصبية والتخندق فوق أصوات العقل والحوار والدبلوماسية.فعلى مدى السنوات الماضية من مسيرة العراق أثبتت التجارب، إن السياسة والحوار، "وأن كثر معارضيها!" هي المسار الأمثل والأنجع للخروج من نفق الأزمات، التي تعودنا دخولها لأغراض انتخابية وسياسية، وحصد مكاسب سطحية، سرعان ما تتلاشى تاركه خلفها إشكالات متراكمة تنتظر الحل.ما تقدم من كلام يمكن أن نقدم له دليلاً، فالحملة الشعواء التي وجهها الفرقاء، بكل ما يتوفر لديهم من جهد إعلامي وسياسي، لتشويه مبادرة (أنبارنا الصامدة) للسيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي، التي جاءت لحقن الدماء، ووضع الحوار وسياسة الاحتواء لمسك الأرض، أساس للقضاء على الإرهاب و"داعش"، ومنح أهالي الأنبار الطمأنينة، للعودة للصف الوطني، مثال صادق لذلك الحكم الارتجالي المتشنج، الذي لا ينظر إلا تحت قدميه ويفتقد لبصيرة المستقبل.نظرة متأنية للمبادرة ومناقشة ما طرح فيها، من زاوية مخالفة لما قدمه السيد الحكيم، سيظهر جلياً أهمية المبادرة وخطر الابتعاد عنها! فالقبول بالمواجهة والسير بها دون تقديم حلول حقيقية للازمة ستعود علينا بعواقب وخيمة لا يمكن الخروج منها بسهولة.لذا ما طرحة السيد الحكيم، من أنشاء قوات للدفاع الذاتي من عشائر الانبار الأصيلة، وتأمين الحدود الدولية والطرق الإستراتيجية في المحافظة من خلالها، لتكون قوات خاصة بمحافظة الانبار، يتولى قيادتها قادة عسكريون من أبناءها، قراءة واقعية وصحيحة للوضع الاجتماعي والعشائري المتداخل في الأنبار، فـ"أهل مكة أدرى بشعابها"، لذا هم الأقدر والأفضل على التعرف ومحاربة الغرباء وتشخيصهم.أن الواقع العراقي بكل انتماءاته يرفض القاعدة و"داعش" كعقيدة ومنهج! إلا أن وجودهم على الأرض، يعد وفق مبدأ "العصا والجزرة" التي استطاعت الجماعات المسلحة به، ان تثبت أقدامها وتستثمر بطالة شبابها وضعف عقيدتهم، ساعدهم بشكل غير مباشر غياب الدعم الداخلي للدولة، مما خلق ضياع الهوية الوطنية في نفوس هذه الشرائح.الوضع والمعطيات لا تتحمل أزمة جديدة، فحاجتنا للحكمة والتعقل ستخرجنا من عنق الزجاجة، التي تعودنا أن نكون فيها قبيل كل عملية انتخابية! وعلينا القبول بفكرة، شراء استقرار العراق ولو لمرحلة آنية، خيرٌ لنا من سيول الدماء، وخسارة أموالنا، بصفقات فساد و"قمسيونات"، تتسع فيها مقابرنا ، وتكون فيها دنانيرنا ضيوفاً في أرصدة المصارف، تنزل في حسابات مشبوهة، تستخدمها لاحقا لتمويل قتلنا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك