الكاتب: صالح النقدي
دعونا نستذكر التاريخ, وهو ليس بالبعيد, في 8/1/2014 حين أطلق رئيس المجلس الإسلامي الأعلى مبادرته (أنبارنا الصامدة)؛ التي تحتوي على عشر نقاط مهمة, لتطويق الأزمة, وسد الطريق على المتطفلين, وتجار القتل, ولكن ماذا حصل؟.سألخص الأسباب التي لعبت دوراً مهماً في تطويق المبادرة؛ وتجريدها من محتواها رغم أهميتها.اولا- الحرب على الإرهاب, في الوقت الحاضر, هي دعاية انتخابية وبامتياز؛ الى دولة القانون, ومن يحاول أن يخرج بمبادرة ذكية ومدروسة, لتطويق الأزمة, وكشف دوافعها, ليس بعيداً عن خانة التسقيط السياسي؛ وبشتى الطرق, وربما يصل بهم الحال الى جعله خائناً للمذهب وللعراق؛ وهذا واضح للجميع, كي لا يخسروا مكاسبهم الانتخابية التي حصلوا عليها.ثانياً- سمعنا الكثير حول عامل الوقت, في مبادرة السيد الحكيم, وهذه واحدة من الحجج الواهية التي يستندون عليها, في قولهم أنها جاءت في وقتها الغير مناسب؛ مما جعلها مبادرة غير مجدية, بيد أن الجيش في حينها قد تمكن من دحر الإرهاب, بنسبة 60% وهو في تقدم واضح نحو الانتصار, إذن أين المشكلة من تاريخ الوقت في المبادرة!.ثالثاً- يعترضون على تسليح العشائر في الأنبار, ويقولون سوف تسلحون داعش, في سبيل قتل أبنائنا, واليوم المالكي بنفسه أصدر أمراً بتسليح العشائر في الموصل, ودعمهم مادياً, ولوجستياً, فماذا تسمى مثل هذه التصرفات, (يشتروها منا ويبعوها علينا)! والغريب أنها مقبولة من دولة رئيس الوزراء, ومختار العصر, وغير مقبولة من السيد عمار الحكيم, (حلالٌ للمالكي حرامٌ على غيره)!.رابعاً- مبلغ أربعة مليارات دولار, تقسم على أربع سنوات, والتي خصصت الى إعمار الأنبار؛ لم تصل سوى 30% من الأموال التي سرقها رجال الحزب الحاكم وأزلامه, والجميع لم ينتفض, أو يتهم المالكي بالسارق, لكون حزبه قد امتلأ بالبعثين والصداميين, وهو متقمص بدور أبو إسراء, خليفة أبو حلا, وأنهم وجهين لعملة واحدة.خامساً- يقولون أن هناك عواقب لا يحمد عقباها إذا نفذت هذه المبادرة, وعلينا دعم الجيش في الوقت الحاضر, أليس من الأجدر بالقائد العام للقوات المسلحة, أن يفكر ملياً قبل إرسال أبناء الجنوب والوسط الى الأنبار للقتال, دون خطة مدروسة, أو أسلحة تسندهم للقتال في صحراء الأنبار, ولماذا في الوقت الحاضر؟.ألم يستشهد الكثيرون من أبناء العراق في تفجيراتهم الغادرة, أين كان من الإرهاب, وهو يعيث فساداً في أرض العراق, منذ أكثر من سنتين؟.أسئلة كثيرة بحاجة الى إجابات عقلانية ومحايدة, دون النظر الى الانتماء الحزبي أو المذهبي, لأننا بحاجة الى العقلاء, من أجل أن نكون بلسماً يداوي جروح عراقنا الحبيب. أخيراً إذا ما فاز المالكي, لا سمح الله, بولاية ثالثة؛ سيصبح رئيس الوزراء الحالي دكتاتوراً من الطراز النادر, وسوف يعمل بقوة على تسويق أبنه احمد, والكثير من المستفيدين, وعديمي الأخلاق, يؤيدون مثل هذه المبادرات, وينطبق عليهم المثل الذي يقول(من يتزوج أمي أقول له عمي), وهم كثيرون في وقتنا الحاضر.
https://telegram.me/buratha