المقالات

مبادرة تسمو على الأنا.. وتصدح بالنحن عاليا

493 10:36:00 2014-01-14

كاظم الخطيب

تختلف الرؤى السياسية من قائد لآخر، من حيث شموليتها، وآمادها، وطبيعة الأهداف المتوخاة منها، كما تختلف هذه الرؤى، من خلال التأثر بطبيعة الظروف الزمانية والمكانية، والقدرة على إختيار التوقيتات المناسبة؛ لإتخاذ القرارات الحاسمة، والمصيرية، التي تحدد بشكل قاطع، درجات التفاضل بين القائد الناجح عمن سواه من القادة، في جميع المواقف التي تستلزم المعالجة الموضوعية، والحسم الفاعل، والمؤثر، والمحافظة على المكاسب، والخروج بأقل نسبة من الخسائر.نظرا لما يمر به العراق اليوم، من مواجهة حقيقية، ومرحلة مصيرية، تتطلب وجود السياسي المحنك، والقائد الشامل، والثقة الماهر، والوطني الغيور، الذي يتحلى بالقدرة السياسية، ويتصف بوضوح الرؤية، وشمولية الطرح، ليستطيع أن بحدد بدقة هوامش الحركة، وحدود الممنوع، ومديات المسموح، والممكن من الأمور.يطل علينا السيد عمار الحكيم، بمبادرة يثني بها على بسالة جنودنا الأبطال، في عملياتهم النوعية، والباسلة، لإستئصال شأفة الإرهاب المقيت، في صحراء ومدن الأنبار، كما يشيد سماحته بصمود الرجال الشرفاء، من أبناء العشائر العراقية، في هذه المدينة الباسلة، والتي تمثل بوابة العراق، وقاعدته الصامدة بوجه الإرهاب .مبادرة الحكيم.. جاءت في هذا التوقيت الدقيق، بعد أن سمحت لكل مفردات وأطراف الأزمة، ببيان القدرة، والموقف، والحجة، والهدف ؛ فكانت من الدقة، بحيث أتاحة الفرصة للجيش العراقي، أن يثبت قدرته على مواجهة الإرهاب، وأن يبرهن على حرص رجالاته اللامتناهي على أمن المواطن ووحدة الشعب والوطن، كما سمحت المبادرة للشرفاء من أبناء العشائر في الأنبار، لإثبات وطنيتهم وتمسكهم بعراقيتهم وإعتزازهم بإنتماءهم لبلدهم العراق، فكانت المبادرة نقطة الإنطلاق الحقيقية، لتصويب المسارات الخاطئة في العملية السياسية، مع الحرص على عدم إلقاء اللوم، أو توجيه أصبع من الإتهام، لجهة معينة بذاتها، داعياً الجميع، إلى إدراك مسؤلياتهم، أمام الله والشعب، كما أمام أنفسهم والتأريخ. بكل ثقة.. أستطيع القول، إن هذه المبادرة جاءت لتحدد الملامح العامة، لما يجب أن يكون عليه النظام السياسي، والواقع لأمني، والتعامل بين أبناء الشعب الواحد، من خلال تبنيها لفلسفة الإعتدال، وإعتمادها مبدأ تعزيز الثقة بالنفس، وبالآخرين، حين أشارت ضمنياً، بأن الشعب العراقي لايقل عن باقي الشعوب تحضراً، ومدنيةً، ووطنيةً، لو إنه إكتشف ذاته، وأبعد اليأس عن نفسه، ووحد صفوفه، ليقطع الطريق على قوى الطواغيت وأذنابها، من خلال إفشال مخططاتهم، الرامية لتمزيق نسيج الشعب، وإذكاء نار طائفية لن يكون فيها رابح إلا الشيطان. لذا وجب على كل منصف وغيور أن يسهم بدعم هذه المبادرة، لوأد فتنة طائفية هوجاء،وحفظ دم لشاب عسكري، وكرامة لمواطن أنباري، وتحقيق أمن وطني، وسلم مجتمعي وصولاً إلى إستقرار سياسي، ورخاء أقتصادي من خلال تبني أفكار الإعتدال والعقلانية ونبذ الأساليب الإستفزازية، والمواقف الإنفعالية التي عادةً لا تكون محمودة العواقب.وخلاصة القول، فإن مبادرة من هذا النوع، هي وحدها القادرة، على أن ترقى بطموحها إلى مستوى شاب إختزل بفكره المراحل العمرية ليكون شيخاً في الحكمة والقيادة والنصح والتدبر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك