المقالات

مسك الأرض وفقدانها


بقلم \ عبدالناصر جبار الناصري

مامن جيش في العالم يمسك الأرض التي يقاتل من أجلها ويفقدها بكل سهولة نتيجة إهمال وترهل وسوء تخطيط وأن حدث هذا فهو يدل على عدم وجود خبرة عسكرية تتحرك على الأرض ولها القابلية على التفكير والعمل العسكري الجاد المبني على أسس مستقبلية تؤدي الى السيطرة الكاملة على كافة المناطق المستهدفة أو التي يشم منها رائحة العدو

لا أحد ينكر سقوط محافظة الأنبار بيد الإرهابيين وتنظيمات القاعدة بمختلف تسمياتها بعد سقوط نظام صدام حسين بعدة أشهر وهذا ماجعل امريكا وعظمة جيشها عاجزة عن مسك الأرض وكانت الفلوجة بمثابة النار الموقدة لجنود التحالف إضافة الى الجيش العراقي الذي تشكل حديثا وكل الموازنات التي خصصت للمجال الأمني باءت بالشفل وذهبت تلك الأموال هواءً في شبك

كل تلك التضحيات والأموال لم تحقق أي إنتصار يذكر على فلول القاعدة وأعوانها وكانت القاعدة مستمرة في سيطرتها على الأرض , إلا إن هذه السيطرة لم تدم طويلا بفضل بروز الشخصية الوطنية التاريحية الشهيد البطل عبدالستار أبو ريشة الذي قاد صحوة الأنبار وإستطاع ببعض الإمكانيات أن يحقق إنتصارا تاريخيا عجزت عن تحقيقه القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها إضافة الى الحكومة العراقية وجيشها

وبعد فترة قصيرة أستطاع المرحوم أبو ريشة أن يحقق مبدأ مسك الأرض وأصبحت كل مناطق الأنبار تحت السيطرة وإستطاعت الحكومة العراقية أن تدخل تلك المناطق وتمت السيطرة عليها بالكامل بفضل تعاون قوات الصحوة معها

إلا إن الحكومة بسبب فشلها لم تستمر في هذه السيطرة وبدأت شيئا فشيئا تترك تلك المناطق مما أدى الى فسح المجال أمام الأرهاب للعودة مرة أخرى الى تلك المناطق إضافة الى الفشل السياسي والخدمي الذي لم تحسب حساباته هذه الحكومة , كل هذا ولد فراغا سهل للإرهابيين الدخول من خلاله مرة أخرى

كل الإنباريين رحبوا بقوات الحكومة وساعدوها بكل قوة في المرحلة الأولى لكن الحكومة لم تستمر في دعمهم بسبب بعض الإملاءات التي وجهت إليها من قبل دول إقليمية وإنحدارها الى المنحدر الطائفي الواضح والذي تسبب في فقدان الثقة بين الحكومة من جهة وبين الشعب في الأنبار من جهة أخرى

على الحكومة أن تعي جيدا بأن مبدأ مسك الأرض لايمكن أن يتحقق بالجانب الأمني والعسكري فقط مالم يرافق ذلك عمل سياسي وبث الشعور الوطني في نفوس الشعب الذي يتواجد بالقرب من تلك المعارك

ماكان للإرهابيين أن يتواجدوا بهذه القوة في تلك المناطق لولا تعاون البيئة الحاضنة لهم هذه البيئة الحاضنة لايمكن أن تتعامل معها الحكومة كعدو مباشر لأنها مهما تكن فهي فئة تعاونت لإسباب قد تبدو من وجهة نظرها موضوعية أو ربما لأسباب خارج إرادتها

لوكانت حكومتنا ماسكة بهذه الأرض وحاضنة لشعبها في الأنبار لما كنا قد شهدنا هذه الأحداث الدامية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك