المقالات

عذراً "غينس" كربلاء سجلت المستحيل


حيدر حسين الاسدي

في بقاع العالم المختلفة ممن تُثبت نفسها على خطى الرقي الاجتماعي والتطور، وكجزء من ثقافتها وحضارتها تقيم سباقات "المارثون" للمسافات الطويلة، هذه السباقات التي لا تتجاوز في أحسن أحوالها بضعت كيلومترات، يشارك بها مئات المتسابقين، لتختتم بتقديم جوائز مادية ومعنوية للفائزين، يواكب ذلك "المارثون" حملة إعلامية وإعلانية كبيرة تسلط الأضواء على أعمار وأجناس وأهداف المشاركين في هذا السباق، كجزء من الترويج والتشجيع للمساهمة فيه، إضافة الى محاولة إبرازه وإدخاله في موسوعات الأرقام القياسية، معتبريه أمراً كبير من حيث العدد والعدة والاستعداد.إلا إن عيون الراصدين والإعلاميين ووسائلهم الإعلامية لا تحمل شيءً من الإنصاف والحكمة والعدل، بعد ان أغمضوا عيونهم صوب كربلاء الحسين "عليه السلام"، في هذه الأيام بعد أن امتلأت كل طرقها بالعاشقين، وهم يحثون الخطى نحو قبلة الحرية وجنة الله، ليسجلوا اكبر وأروع "مارثون" سنوي حسيني عرفته البشرية منذ بدأ الخليقة حتى ألان.هذه الأيام الجميلة بكل ما تحمله هذه العبارة من معاني، ما تزال تحطم في كل لحظة أرقاماً قياسية، وتدخل موسوعات عالمية، بتجاوز المشاركين في "مارثونها" الملايين من مختلف الأجناس والقوميات وحتى الأديان فجميعهم وحدهم الحسين "عليه السلام".أرض كربلاء الساحرة للمشاعر، ما تزال تجذب قلوب المؤمنين لتحتضنهم، كأنها أم رؤوم يسير لها صغيرها متعطشاً للثم أعتابها، مدركين رسالة من يرقد فيها وأبعاد قضيته التي ألهمت البشرية بمختلف مشاربهم.أنه الحسين الذي لن يتكرر مرت أخرى، ولن يعرف التأريخ بعد جده وأبيه مثيلاً له، ما يزال وسيبقى وهج يخطف أبصار الناظرين، وما زال زحف عاشقيه يُعجز ألسنة وأقلام الكاتبين، فيما خدام زواره يسطرون أساطير لم تراها عين أو تسمع بها أذن، فبعد ان عجزوا عن الكلام والتعبير عن حبهم، تركوا أفعالهم ترسم لوحة لم ترى إلا في طريق كربلاء، لتُكمل صورة العشق والمحبة التي ابتدئها السائرون على هذا الدرب بخطواتهم التي تسابق الريح في طريق الجنة وصولاً لمرقد أبا الأحرار الحسين "عليه السلام". عذراً ايها الكون فالحسين شيء فاق الوصف، ومجانينه يملؤون الدنيا فيما حقيقته باقية، و"مارثونه" مستمر، وكربلائه تتسع كل يوم لتحتوي سيل الجموع المليونية، أذاً فـ"غينس" كتابة أغلق صفحاته ذهولاً على معجزة المسير، وأنهى سجل أرقامه عند حدود الحسين "عليه السلام" فلن يستطيع شخصاً بعد سيد الشهداء ولن تكون هناك مدينة مثل كربلاء يحج لها السائرون بمثل هكذا أعداد.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-12-24
تقديم الحكومة العراقية وثيقة رسمية الى كافة المنظمات العالمية بشان هذا المرين الحسيني
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك