المقالات

عصر المبادرات


علي محسن الجواري إعلامي وناشط مدني

يقال:"أن الدار ستر لابن ادم" وهي مقولة حكيمة بالتأكيد، سعى الإنسان على مر العصور ووفقاً للنظريات الميثالوجية إلى الاستقرار، فعمرت الدور والقرى بعدها، لتؤسس الممالك والإمارات والبلدان ...الخ،من التسميات ، التي كانت تعبر عن نوع نظام الحكم في كل بقعة، الملوك والأمراء والحكام، شيدوا القصور، والمرفهين كذلك رغم وجود اختلاف، وما دام هناك فائض وفير من المال، فلا باس بذلك، أما الفقراء وهم السواد الأعظم من الناس على مر التاريخ، كان حلم البيت البسيط الذي يسترهم وعيالهم، حلما ً ليس من السهل تحقيقه،.وبعد مضي آلاف السنين، بقي ذلك الحلم يراود الكثير من عامة الناس وفقرائهم، وبعد نهوض الدول المدنية، في مختلف إرجاء المعمورة، أخذت الكثير من الأنظمة السياسية، بإعانة الناس على تحقيق أحلامهم بطريقة أو بأخرى، وبلدنا الذي اختط قادته، النهج الاشتراكي بعد تموز1958 ، لم يختلف عن بلاد المعمورة، فوزعت الأراضي، وبنيت المجمعات السكنية، وللأمانة فقد استفاد الكثير من البسطاء، من تلك الحقوق التي منحت لهم، وتوقف الأمر أو لنقل سار ببط شديد، بعد الأحداث التي شهدها البلد عام1963، وصعود البعث الفاشي، إلى السلطة ، قلت أو اضمحلت، وباستمرار البعث في حكم العراق بعد الانقلاب الداخلي ألبعثي، أن جاز لنا التسمية، سخرت العصابة العفلقية، كل موارد الدولة، لتعزيز هيمنتها وقدراتها، صعودا لإلجام المعارضين، ولإسكات البسطاء من القوم، والتغرير بهم.وما أن حلت الحرب في بداية الثمانينات ، شرعت العصابة العفلقية آنذاك، بطريقة المنح أو المكافآت أو المكارم، فمن يخدم مصالحها تغدق عليه العطايا، حتى وصل الأمر إلى تمييز فئات من المجتمع على حساب فئات أخرى، ولما كانت الحاجة وقتها إلى الرجال لملء ساحات القتال، تميزت طبقة العسكر حينها، فقطع الأراضي المتميزة، والسيارات الحديثة حينها، ومنح البناء والقرض العقاري..الخ.وإذ ظننا أن الأمر قد انتهى، بعد سقوط النظام العابث عام 2003 ، وتنفس الناس الصعداء وأنا منهم، وبعد مرور عشر سنوات، تطفوا للسطح تلكم الظاهرة، فبعد توزيع قطع الأراضي للصحفيين، لكسب الدعم، وقد كانت لأول وهلة ، فكرة جيدة، لان اغلبهم ليس بموظف في مؤسسات الدولة الإعلامية، نفاجئ هذه الأيام ، بمكارم سخية، من قبل السيد رئيس الوزراء، ولا أكتمكم مدى فرط سعادتي ، وان أرى الفرحة ترتسم على وجوه أولائك المساكين، الذين عاشوا في وطنهم الكبير، بلا وطن صغير، وقد يعترض على كلماتي الكثير ممن سيقرئها ، ولكن ما أثار استغرابي حقاً، تلك السرعة التي أنجزت بها المعاملات الطويلة، رغم أن الحصول على سند الملكية من التسجيل العقاري، واحد من اعقد الأمور وأزعجها، في بلدنا الروتيني بإجراءات مؤسساته أكثر من أي دولة في العالم.وهذا يعني أن المؤسسات الحكومية قادرة على سرعة الانجاز، فلماذا يتم تعذيب المواطن بالإجراءات البيروقراطية المملة؟! ما مادام الأمر يمكن أن يصبح أكثر سهولة مع أمر من رئيس الوزراء، ثم ألا يستطيع الرئيس أن يوجه أمراً، لباقي الوزارات والمؤسسات، بتقليص الإجراءات، والقضاء على الروتين؟ ما هو عمل الوزارات والمؤسسات، وما هو دور المبادرات، فلدينا وزارة الزراعة مثلا، ولدينا المبادرة الزراعية، وكذلك الأمر ينطبق على وزارة الإسكان والمبادرة الوطنية للسكن.ولماذا هذا التوقيت؟ حقيقة أسئلة تحيرني، ولا أجد لها إجابة في عقلي المترنح من كثرة المراجعات، والاستنساخات، ألا يتفضل علينا دولة الرئيس، ويأمر بتقليل الإجراءات بعملية نقل ملكية العجلات مثلاً؟ أو بالإيعاز إلى الأجهزة الأمنية بمداراة المواطن، والتخفيف من الضغوطات عليه، فما دمنا قد تحولنا إلى دولة مكارم ومبادرات، ألا يمكن ذلك؟حباً بالله، ارحموا حالنا، وكفا ضحكاً ولعباً، على هذا الشعب المبتلى بكم، ارحموا المواطن العراقي، فقلبه الضعيف لا يتحمل..سلامي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك