المقالات

حين يُكرم المرء أو يهان


حيدر حسين الاسدي

أتذكر أستاذي في المدرسة الثانوية، وعبارته الشهيرة التي كان يرددها على مسامعنا دائماً ويكثر من قولها قبيل كل اختبار بذلك الصوت الجهوري "في الامتحان يُكرم المرء أو يهان".ولعل الذي ذكرني بها، اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، وقيام بعض الكتل والأحزاب السياسية وشخصيات، تطمح لتحقيق مكاسب انتخابية بمساعي متأخرة ووعود كاذبة تحاول بها اللعب على عواطف المواطنين .أكثر ما لفت انتباهي هي تلك التحركات المكوكية والزيارات المتلاحقة للسيد المالكي، وحلفاءه السياسيين لدول فاعلة بالملف العراقي، كان المعلن منها والأبرز زيارة الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، محاولة منه لكسب الدعم والتأييد لولاية ثالثة، يطمح بالوصول لها عن طريق الوعود والإغراءات وتقديم التنازلات ان اضطر الى ذلك .وفي حالة قل نظيرها على مستوى السياسة الدولي أتفق الجانب الأمريكي والإيراني بوجهات النظر، وخرجوا برأي أن تجديد الولاية للسيد المالكي أمر لا جدوى منه، وضرورة تغيير الوجوه والإستراتيجية بات أمراً ملحاً يتطلبه الوضع العراقي الراهن.فمن سياق زيارة رئيس الوزراء للولايات المتحدة والمواقف التي جوبه منها والتسريبات الإعلامية، التي تعمد البيت الأبيض إيصالها للإعلام، ظهر جلياً الرفض الأمريكي لسياسة المالكي، وتحميله مسؤولية القصور في التعاون مع شركاءه السياسيين، وافتعاله الأزمات، واتخاذه ذريعة المؤامرات منهج وأسلوب لقيادة العراق، مما خلق حالة تراجع امني وعودة القاعدة والمجاميع المسلحة لشوارع المدن العراقية، وتضيع فرصة الاستقرار الأمني الذي تحقق قبيل الانسحاب الأمريكي من العراق، يضاف لذلك الوضع الخدمي المتردي.فيما الجانب الإيراني كان يرفض ذلك، لرؤيته ان الولاية الحالية اعتمدت منهج بناء عرشها على سياسة تفتيت التحالف الشيعي، وطعن الحلفاء في التحالف كمحاولة لإسقاطهم، لإبعادهم عن التنافس على السلطة، متناسياً الدور المحوري الذي يلعبه العراق في الساحة الشيعية وأهمية تقوية تحالفه .وهنا السؤال يُطرح على السيد المالكي وهو يستعد للانتخابات البرلمانية، ويسعى من خلالها لتجديد الولاية، ماذا حققت في ولايتك الحالية في مجال الأمن الذي بدأ يتراجع يوماً بعد يوم وتزداد سطوة الجماعات المسلحة؟ وكيف أصبحت الخدمات متدهورة وسيئة وشاهدها ما يعانيه المواطن في كل موسم شتاء؟ وهل مجال الرعاية الصحية هو بالمستوى الذي يتناسب مع الميزانية الانفجارية التي تتفاخرون بها ؟ولا يفوتنا ذكر انجاز العودة الظافرة للبعث، وتربع رجالاته وسطوتهم على ربوع بلادنا ومؤسساتنا وتحول الرفيق المبجل، برعاية وحماية شعارات المصالحة الوطنية والتعايش السلمي، الى مسؤولاً وقائداً متحكماً بالأمور وبأنفاسهم العدوانية. دولة الرئيس "اذا رأيت الحاكم على باب العالم فنعم العالم ونعم الحاكم" مقولة لم تجد طريقها للتطبيق بعد ان أغلقت المرجعية الدينية أبوابها أمامكم، ليس لعداء او مصلحة شخصية معكم، انما لفشل وإخفاق في إدارتكم لأمور العباد والبلاد، لذا فمن الأجدر قبل ان تتحركوا خارج البلاد، أن تلبوا طلبات مراجعكم التي تصب في تقديم واجباتكم لأبناء شعبكم. أن ابلغ درس نتعلمه في عالم السياسة، أن نكون مثابرين جادين في أداء الواجبات، لا متقاعسين متكاسلين ننتظر العون من الآخرين، لنجني أعلى الدرجات ونُكرم في الخاتمات، ليكون النجاح حليفنا وتتحقق خدمة الوطن والمواطن شعار وتطبيق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك