المقالات

انحراف قانون الحياة...


حيدر المهناوي الحسيني

رسم قانون الحياة منذ بدء الخليقة، وحدد من قبل مشرع هو أدرى بمصالح العباد، إلا أن الانحراف في تطبيق ذلك التشريع السماوي، اثر سلباً على بني آدم والى يومنا هذا. وبما أن الإنسان سيد المخلوقات، وله دور وأهمية كبرى في تكوين مجتمعات كريمة تتمتع بالحرية والأمان، ليسودها الألفة والمحبة والتسامح أذا ما اتبعت القيادة الصالحة، وبالتالي المضي قدماً نحو جادة الصواب.. لذا تم تحديد آليات من قبل خاتمة الرسالات، هي كفيلة بأن تخلصه من رواسب التخلف والعدوان، والنأي بهي من منزلقات الهوى والنفس الأمارة بالسوء،، لكن تفرق العباد للأسف الشديد عن كلمة الحق والهدى وخذلانها أيضاً، أدى إلى فسح المجال أمام شرار الخلق، المتعطشين لسفك الدماء من أجل المال والسلطة وحب الأنا والشهوات، أن يهيمنوا على رقاب ومقدرات الشعوب، بعدما أزاحوا عنوة أهل العلم والورع والزهد والتقوى عن مراتبهم الحقيقية، التي رتبهم فيها الباري عز وجل!. وما تشهده البشرية من ظلم وتمزق وصراعات وانتهاكات للحرمات، تجاوزت كل الحدود!، ما هو إلا دليل سافر بابتعاد الخلق عن النهج الذي خط لهم من قبل العدالة الإلهية. ولو قلبنا صفحات التاريخ وبحثنا فيها ملياً، عن وجود لأي مشروع يحقق العدل والمساواة بين الناس، على اختلاف ألوانهم وألسنتهم وحتى دياناتهم على ارض الواقع، فأننا لا نجد إلا ذاك الذي يرتبط بالله فقط، ولا مجال لإدعاء غير ذلك قط، بدليل لوضعنا مثلاً مقولة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: (الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)على طاولة التحليل، أعتقد سوف يجد القارئ الكريم، مدى العلاقة الوثيقة بين هذا الطرح ومبادئ الإسلام المحمدي الأصيل، وارتباطهما البعض بالبعض الأخر، ليشكلان بذلك حلقة وصل بين الخالق والمخلوق، وهذا ما يدفعنا باتجاه الحاجة الماسة بل والملحة إلى من يطبق هذا الكلام العميق والبليغ قولاً وفعلاً، وذلك لِما يحمله من دلالات واضحة الأثر، في التعامل بحيادية مع جميع أنواع أفراد البشر، من دون استثناءات تذكر، ناهيكم عن كونه يعطي رسائل طمأنة للآخرين، هذا بالإضافة إلى انه يُعد بحق مقت، ونبذ للتمييز والطائفية بكل أشكالها، كما يعبر عنها اليوم، وبمعنى آخر ما أحوج العالم إلى مثل تلك القيادة المقدسة، لقربها من المولى العلي القدير، وتعنى برعايته، وتسديده، وتمتلك العصمة من الزلل، حتى إنها تستطيع تصحيح مسارات تطبيق قانون السماء، لأنه يتطلب إمكانات لا تتوفر إلا في من أحب الله ورسوله، وأحبه الله ورسوله.. نعم "أنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا"،، فبلا شك سيظهر قريباً سليل الرسالة ومهبط الوحي من آل المصطفى محمد (ص)، فهو خير من يمثله ويحيي شريعته ويقيم حدود الله، انه الغائب المنتظر الإمام الثاني عشر من أئمة أهل بيت النبوة عليهم السلام، الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف-:(متى الفرج سيدي فقد ضاقت بنا الأيامُ،، يا منقذنا ومخلصنا أيها الضرغامُ.. آما حان وقتاً للعيش بأمانُ،، لكي يعم بين العالــــمين السلامُ)....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك