المقالات

الحجاب مصدر رعب للغرب


اسعد عبدالله عبدعلي

قبل أيام قرأت خبر عن قيام السلطات البلدية في مدينة شارلروا (( جنوب بلجيكا )) بفصل معلمة (( مسلمة من أصول تركية )) من مدرستها العامة , وكان أصل القضية منذ سنتين ونصف بين شد وجذب في محاكم البلدية. ففي بداية الأمر نجحت المدرسة في الطعن في القضية لمخالفتها لنصوص قانون المدينة , لكن عملت البلدية على تعديل قانونها كي يمكنهم فصل المعلمة ! وتم لهم ذلك بعد سنتين ونصف !! والسبب التزام المعلمة بالحجاب وإصرارها الشديد عليه !!أثارت جملة تساؤلات حول القضية, ترى لماذا كل هذا الرعب من الحجاب ؟؟ وانظر لهمة البلدية في هذه المدينة وإصرارها على فصل المعلمة المحجبة حتى عمدوا لتعديل القانون كي يتم لهم ما يبغون ..وهذا يحدث في أوربا الحاضن الرئيسي للحياة المدنية المرتكزة على حماية الحريات الشخصية!!! فهل ما عملته المعلمة المسلمة جريمة او هو مجرد ممارسة للحرية الشخصية ؟؟ هنا تظهر الحضارة الغربية وجهها الحقيقي ..واليكم كيف تقرءا القصة.. صحيح إن الحضارة الغربية بنيت على أسس الحرية وحماية حقوق الإنسان , لكن انتبه الغرب إلى حقيقة مخيفة مفادها إن الجالية الإسلامية خطر حقيقي للتوجهات الحضارة الغربية المبنية بالأصل على أساس مهم إلا وهو المنفعة فعندما وجدوا إلى إن العفة لا تفيدهم , والسفور والانحلال هو ما يفيدهم , ووجدوا انه يدر عليهم منافع جمة , فرفعوا شعارات حرية المراة ومساواة المراة بالرجل كي يمكنهم من استغلال المراة !! وتم لهم ذلك !! واليوم هناك المراة أساس للصناعة والتجارة والسياحة لكن ليس بعنوان الجهد بل بعناوين أخرى فهي صور بعيدة عن العفة وصيانة المراة !! نزولا بها إلى صور الاستخدام كسلعة مغرية مربحة وأداة مطيعة ..فانتبه الغرب للخطر ,وان صورة الاسلام بدأت تؤثر على المجتمع الغربي.. ثم انتصار الثورة الإسلامية في إيران وقوة التأثير للإمام الخميني في العالم ككل , ولا يمكن تجاهل هذا الأمر .. كل هذا جعل الغرب يعيد النظر في كيفية التصدي للإسلام كي تحمي حضارتها ولا تقف عجلة تقدمها ( كما تتصور ) . فعمل على محورين الأول تشويه صورة الإسلام والثاني القيام بتشريعات ظاهرها عام ومنسجم مع روح الحرية وباطنها التصدي للإسلام ومنتهى التعدي على الحرية الشخصية..فالمحور تشويه صورة الإسلام كان بيد الخط الوهابي وتنظيم القاعدة الذي انبثق منه والذي أعطى صورة للمجتمع الغربي على إن الإسلام دين ذبح وتكفير الأخر المختلف معه ودين جعل المراة برتبة التابع الذليل , ودين اللاعقل وتعظيم صفات التعصب والتخلف والسفسطائية في التفكير وإتباع انماط منغلقة في التفكير والدعوة لمحاربة كل إشكال الحضارة باعتبارها بدعة !! ومع توفر المال لهذا الخط عبر شيوخ وأمراء وملوك النفط ,وهكذا اصبح ينظر للإسلام من خلال المثال الوهابي وابتعدت المجتمعات الغربية عن الإسلام .إما محور القوانين فعملوا على سن قوانين تمنع بناء الجوامع وتمنع الأذان وتمنع لبس الحجاب في الدوائر الحكومية ثم توسعوا إلى منع الحجاب في الأماكن العامة.فأصبح لزاما على الجالية المسلمة أن أرادت المحافظة على وظائفها إن تتخلى عن الحجاب..وبالمحورين نجح الغرب بدرجة كبيرة , مع ثورة عالم الاتصالات وانطلاق عاصفة العولمة والتي تعمل على تغيير الهوية للمجتمعات المسلمة والتحول للمثال الغربي .فاصل قضية الحجاب هو الخوف من الإسلام الذي يهدد المنافع المادية التي تجنيها من الابتعاد عن العفة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك