المقالات

المحافظ والوزير في الشارع


احمد رزج

برزت خلال أيام الفيضانات الأخيرة للمدن العراقية، ظاهرة نزول العديد من المسئولين -التنفيذيين منهم والتشريعيين- للشارع، وتواجدهم وسط السيول وإشرافهم المباشر على أعمال الإنقاذ أو تصريف المياه وسحبها.وأثارت هذه الظاهرة ردود فعل متباينة، بين مؤيد وداعم لها باعتبار إن تواجد المسئول بين الناس يعطي أملا بمعالجات وحلول أسرع، وبين رافضا ومنتقدا لهذا النزول واصفا إياه بالدعاية "الرخيصة" الهدف منها التقاط الصور وإبراز العضلات لا أكثر من ذلك ولا اقل.وبين هذا وذاك، قد يتفق الكثير منا، على إن المواطن وخلال الأزمات عندما يجد المسئول متواجدا معه وقريبا منه، سيعطيه ذلك جرعة أمل بان الأمور تسير باتجاه الحل، لان نزول المسئول سيوفر إمكانية اكبر لمعالجة الخلل بصورة أسرع، بعيدا عن تعقيدات الدوائر وروتينها، وكتابنا وكتابكم.كما إن تواجد المسئول في الشارع وبالقرب من المواطن سيجعله قادرا للاستماع المباشر، بعيدا عن "حلقة السلطان" التي غالبا ما تحاول قلب الحقائق، وتجميل واقع حقيقته مأساوي، ووضع الحواجز الكونكريتية والبشرية بين المواطن والمسئول، بحيث يبقى المسئول تائها وسط أكاذيب وعاظه وحاشيته والمواطن غارقا في همومه ومشاكله.لكن البعض يسجل أهداف وأراء أخرى لهذا النزول والتواجد خلال فيضانات المدن الأخيرة، منها إن نزول المحافظين والوزراء جاء للتغطية على فشلهم خلال المرحلة السابقة.فأنهم لو عملوا بصورة صحيحة، وخططوا لمشاريعهم تخطيطا علميا، وبأولويات مدروسة، ونفذوا الخطط وفق برامج زمنية دقيقة وصحيحة، لما حصل الذي حصل واقتضت الحاجة لنزولهم وتواجدهم.ولهذا فإنهم أرادوا استغلال الأمطار والفيضانات لتسويق أنفسهم على إنهم مسئولين ميدانيين وقريبين من الناس، لتمتلئ مع ذلك النزول صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" بالصور التذكارية لمحافظ وهو يمسك "الماسحة" مع أفراد حمايته ليمسحوا الأرصفة والشوارع، وعضو مجلس محافظة وهو غارق وسط الماء، أو الوزير الواقف تحت المطر.فالكثير رغم ترحيبهم بتواجد المسئول قريبا منهم، سجلوا اعتراضهم وامتعاضهم من هذه الممارسات الدعائية التسويقية، مؤكدين أنهم لم ينتخبوا وزيرا أو محافظا من اجل رؤيته يمسح الأرض، إنما كنا ننتظر منه أن يخطط بصورة صحيحة وينفذ بصورة أدق ويتابع مشاريعه متابعة مباشرة، ومع هذا كله يكون قريبا من الناس يسمع معاناتهم ويجد الآليات المناسبة لإنهائها لا أن يختزل عمله بالتقاط الصور وهو يمسح الشارع أو وهو واقف تحت المطر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي الاسدي
2013-12-02
لو داح المسوءل في الشوارع لو اتخذ المسوءل الرصيف فراشا له لو اتخذ المسوءل البرك المائيه حماما له لو اتخذ المسووءل الخرائب بيتاً له لو اتخذ المسووءل التسول دخلاً له لو اخذ المسووءل الزباله ماًكلا حلالاً له لو اتخذ لواتخذ والى اخره فلن تجد في جعبته احل لابسط الامور لانه ليس ليس الرجل الصحيح في المكان الصحيح لانه ليس لديه الخبره العلميه ولا العمليه لحل المشاكل وانما اتى المنصب اليه للامتيازات حزبيه وليس وطنيه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك