المقالات

واشنطن تكتب بغداد تنفذ!

499 12:03:00 2013-11-26

الكاتب: قيس النجم

من يتابع سياستنا الخارجية, وعمل الحكومة عن كثب, يجد ان هناك تفاوتاً كبيراً فيها, من كرٌ وفرٌ ومماطلة, مع الدول الجارة والصديقة, الدعامة للإرهاب والحاضنة له! مما سبب الكثير من المشاكل؛ دون ان نلمس شيء ينفعنا, او يدفع عنا المصائب الخارجية.

سؤال يفرض نفسه, ما هو الثمن الذي يدفعه العراق, لإعادة العلاقات الخارجية المتردية مع دول الجوار.

إن العلاقات الخارجية للعراق, تخالف المصلحة الأمريكية في الشرق الاوسط, ولحماية مصالحها؛ بدأت واشنطن بكتابة النقاط والخطوات, التي تساهم في اعادة هذه العلاقات, ويتم تنفذها من قبل الحكومة العراقية, بدون مناقشتها او الاعتراض على بنودها, لكونها قد تم كتابتها بيد المستشارين الخاصين بالرئيس الأمريكي, وهم الأقرب والأدرى بوضع العراق ومصلحته, اكثر من سياسينا ومستشارينا!

زيارة المالكي الاخيرة الى واشنطن, كشفت الكثير من الخفايا للشعب العراقي, اغلبهم كان يتصورها متكافئة بين رئيسيين, وهذا ما حصل في الاعلام فقط! ولكن ما خفي كان اعظم, لاسيما بعد عودته, تبين ان هناك سيناريو مكتوب في امريكا, مراعياً مصلحتها اكثر من مصلحة بلدنا, وعلى حكومتنا ان تسير دون ملل او كلل, وبخطى سريعة, أو ان يترك واحدة من نقاط مبادرتهم, وسيكون ثمنها الرضى عنه ودعمه لولاية ثالثة.

السيناريو الذي كتب في واشنطن, كان فيه نقاط كثيرة, قد تكون فيه بعض الحلول للتخبطات الغير مدروسة, وما افسدَ في ولايتين من حكم المالكي, الداخلي و الخارجية, وايضاً مراعية مصلحتها في الشرق الاوسط, ومغازلة أمريكا على حساب امننا واستقرارنا, واعادة العلاقات مع الدول المجاورة, التي تعتبرها حكومتنا ضمن الدول المصدرة للإرهاب, وبالأخص السعودية المصدر الاول له, المخالفة للدين والشريعة, من شيوخ وعلماء, حاملين للمبدأ الوهابي, وتركيا ونفسها العثماني والتوسعي, والحاضنة للمطلوبين من الساسة الكبار والصغار, الملطخة أيديهم بدماء الأبرياء.

اهتمام واشنطن في اعادة العراق لعلاقاته الخارجية واضحة جداً, وعلى حساب تنازلات من قبل حكومة بغداد؛ كل هذا لكسب الولاية الثالثة, كما يقول (هنري باركي) الباحث في المعهد الاسلامي الأمريكي, حيث تعتبر امريكا "الاستقرار التركي طويل الامد مصلحة ثابته" وذلك لأسباب كثيرة؛ اولها واهمها القواعد الموجودة هناك, ولاشك.

إما تركيا على صعيدها الخارجي, وتعاملها مع مفهوم الجيوسياسية, بعد تغيرات عام (2013), أصبح شيئاً اساسياً, وسعيها بتطبيع العلاقات مع اكراد العراق؛ لأسباب كثيرة منها الحدود بين البلدين, كونها عبارة عن سلسلة جبال, وتأثيره الواضح على الاستقرار الداخلي لها, ولفرض سيطرتهم على الهجمات التي يشنها اكراد تركيا, من عمق الجبال الكردستانية.

مصفى جيهان, وما يحمله من اهمية ودوره الفاعل في الاقتصاد التركي, أذ يشغل ما يقارب 20% منه, سبباً آخر لا يقل عن سابقيه.

وبخصوص السعودية ما تحمله من اهمية, وهي البنت الغنية والمدللة الى أمريكا, وايضاً المحتلة من قبلها بقواعدها العسكرية, التي تغزو المملكة, وموزعة على تسعة قواعد, بدأً من "مدينة الملك خالد العسكرية _ انتهاء في مركز القيادة المتقدم للقوات المحتلة في (ريش المنجور) وهو تحت الارض" بيد انها اكبر مصدر للنفط الى امريكا, وموقعها الاستراتيجي لكونها في قلب الشرق الاوسط, وتعتبر من الدول الداعمة بقوة للوجود العسكري الامريكي في المنطقة, ومن هنا نعلم ان مصلحة المحتل يجب ان تتقدم على مصلحة الجميع, ومن اجل هذا واشنطن تكتب السيناريو وبغداد تنفذ!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2013-11-27
سياسة العراق الخارجيه كثير مااظرت بالعراق على المستوى الامني لانها مسيره من قبل السفاره الامريكيه وبالتاكيد خدمه لمصالحها اخشى ان تكون زيارة المالكي الاخيره ترتب عليها ان يرضي السعوديه وحسب شروطها وقد يكون ضرب ايران من الاراضي العراقيه بعد الضربه القاضيه التي وجهتها ايران لها في سوريا فالكرسي البابوي مقدس عند المالكي وقد يعتقد ان ايران تخلت عنه بالرساله التي فهمها من السيد جعفر الصدر ووقوفه مع السيد مقتدى الصدر فمن غير الممكن ان تفتعل ازمه ضد ايران والعراق خصم للدول المجاوره المدعومه امريكيا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك