المقالات

من بطاقة عدي إلى صخرة عبعوب.!!


حسين الركابي

استطاع معظم السياسيين العراقيين إن يتخطوا كثير من العقبات، التي تعترض طريقهم إلى ما يطمحون إليه، واستغلال مشاعر وعواطف المجتمع من اجل تحقيق مكاسب حزبيه، وشخصيه. في تسعينات القرن المنصرم طل علينا شبل الرئيس"عدي صدام حسين" بفقدان بطاقته التموينية، والتي من خلالها أكل الشعب العراقي طعام الحيوانات نتيجة السياسة الخاطئة، والحكم الهمجي الذي كان يتبعه البعث آنذاك، وتحمل العقوبات الدولية التي وضعت العراق تحت طاولت البند السابع، ووصايا الأمم المتحدة مستقل طيبة المجتمع العراقي، وكرمه، وغيرته على العروبة التي كان يدعي بها البعث ومتخذها شعارا له (أمه عربيه واحده ذات رسالة خالدة) كما ادعى من قبله أبيه"صدام حسين" بالدفاع عن فلسطين، وبيت المقدس الذي جعله عصا يتعكز عليها أمام المجتمعات العربية، والإسلامية للدفاع عن حكومته وحزبه؛ وهو الذي خدم المشروع الأمريكي، ومساعدته لاحتلال البلدان العربية، وأخرها العراق في 2003 ذلك التلاعب بمشاعر الشعب واستغلالهم إلى مأرب خاصة؛ والتي من خلالها جعلت البلدان العربية متأخرة في جميع المجالات العلمية، والثقافية، والإنسانية، وقد استمرت تلك الشعوب المتقدمة تكنولوجيا بنضرتها إن العرب جميعهم عبارة عن أقوام بدائية، واستمر هذا الانطباع لدى الجميع حتى عند العرب أنفسهم، حيث يفضلون الماركات الأجنبية والترويج لها؛ والمدح والثناء للشخصيات الأوربية، والاستخفاف ولا مبالاة برموزنا، وعلمائنا الذي ضرب بهم التاريخ، ورسموا أروع الصور العلمية، والجهادية، والإنسانية، والأخلاقية على جبين التاريخ العربي، والإسلامي. أما اليوم تعاد نفس حلقات ذلك المسلسل الذي غادرناه منذ 2003 في ظل هذا التقدم الهائل في التكنولوجيا، ووسائل الاتصال، والفضائيات، ومواقع التواصل الاجتماعي، الفيس بوك والواتساب...الخ. يطل علينا من جديد رئيس الوزراء العراقي، وأمين عام حزب الدعوة"نوري المالكي" وقبل الانتخابات النيابية بعدت أيام في2006 على قناة الفيحاء الفضائية، وجرى اللقاء في مكتبه الخاص في الخضراء، وفي الوقت ذاته انقطع التيار الكهربائي عدت دقائق، ومن المعلوم لدى الجميع إن التيار الكهربائي لا ينقطع لحظه واحده عن المواقع الرئاسية، والحكومية. أكدت هذا الأمر من جديد"صخرة عبعوب" والذي عثر عليها في احد مجاري بغداد، وحسب ما أكدها رئيس الوزراء في المؤتمر الصحفي، وجعلها مكسبا ليهاجم خصومه السياسيين، ورمي الكرة في ملعب الخصم؛ من اجل الدعاية الانتخابية المقبلة، والتنصل من المسؤولية، والتغطية على مكامن الخلل في الحكومة، وجميع مفاصل ألدوله. ما لذي يجبر الحكام العرقيين على إن يتعاملوا مع شعبهم بمنطق القوة ودور السيد والعبد.؟وما هو المعيار الذي متخذيه هؤلاء الساسة بالتميز عن الآخرين.؟ ولماذا دائما ينظر سياسي العراق إلى شعبهم بأنهم همج رعاع، وليس لديهم القدرة على تحليل المواقف والأمور.؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك