المقالات

وتتالت هزائم نظام القبيلة


نـــــــــزار حيدر

اربع هزائم عظمى، وخلال شهر واحد فقط، مني بها نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية.انها دليل افول نجم هذا النظام الشمولي المتخلف الذي ظل، وعلى مدى قرابة قرن كامل من الزمن، مصدر قلق وازعاج ليس لشعوب المنطقة فحسب وانما للعالم باجمعه، خاصة خلال العقود الاربعة الاخيرة، عندما بدا يوظف العنف والارهاب لتحقيق سياساته، من خلال ايوائه ودعمه للتنظيمات الارهابية وقادتها وزعاماتها، وعلى راسها تنظزيم القاعدة الارهابي وما فرخ من تسميات مختلفة.والهزائم الاربعة التي نحفظها جميعا، هي:الاولى: عندما انتبهت تركيا الى خطئها الفادح والمتمثل بربط مصيرها بمصيره، لتقرر، وعلى عجل، اعادة النظر بسياساتها في المنطقة، اذا بها تدير ظهرها لنظام القبيلة الفاسد وتتجه مرة اخرى صوب العراق وايران وقريبا، حسب بما اعتقد، الى سوريا.الثانية: في سوريا، عندما فشل نظام القبيلة في تحشيد الراي العام في الولايات المتحدة الاميركية وحليفاتها في اوربا لاستخدام القوة لاعادة التوازن العكسري على الارض بعد ان باتت ادواته من الارهابيين هناك يفقدون توازنهم والارض التي كانوا يسمكون بها.ولقد جاء هذا الفشل على الرغم من ضخامة الانفاق المالي لنظام القبيلة، ليس فقط في سوريا على جماعات العنف والارهاب، وانما لضخامة الرشاوى التي صرفها في تركيا وواشنطن وغيرها من عواصم الغرب لاقناعهم بفكرة استخدام القوة هناك، الا ان النتيجة كانت مخيبة للامال.الثالثة: وهي التي شهدها العالم منتصف الليلة الماضية في جنيف، والمتمثلة بفشل نظام القبيلة في الحيلولة دون توصل مجموعة (5+1) لاتفاق الشجعان مع جمهورية ايران الاسلامية بشان ملفها النووي.كذلك، فان هذه الهزيمة مني بها نظام القبيلة، على الرغم من الانفاق الضخم والماكينة الاعلامية والحشد الديبلوماسي الذي وظفه من اجل افشال الاتفاق.الرابعة وليست الاخيرة: هو فشل الارهاب الذي يدعمه نظام القبيلة الفاسد هذا الحاكم في الجزيرة العربية في تحقيق اهدافه في العراق تحديدا.فماذا تعني هذه الهزائم بالنسبة الى نظام ظل هو الحليف المدلل والوحيد للصهيونية العالمية وللولايات المتحدة الاميركية وللغرب، منذ تاسيسه كنظام شمولي استبدادي وراثي قبلي متخلف ولحد ما قبل منتصف الليلة الفائتة؟.انها تعني، ان هذا النظام لم يعد الخيار المفضل او الوحيد للغرب، كما انها تعني بداية النهاية له، فلقد دمرته هذه الهزائم ودمرت ادواته التي ظل يتصور بانها كافية لتغيير وجه العالم كلما سعى الى ذلك، واقصد بها البترول والدولار والاعلام والفتوى (الدينية).لقد اختار الغرب، ولاول مرة منذ اكثر من ثلاثة عقود، اختار الحضارة بدلا عن البداوة، والعقلانية بدلا عن عقلية الغطرسة، والحوار بدلا عن لغة التهديد الفارغة، والسلام بدلا عن الحرب، والاعتراف بحقوق الشعوب النامية بدلا عن سياسات التزمت واغماط حقوقهم في الحياة الحرة الكريمة.ان اختيار الغرب، وعلى راسه الولايات المتحدة الاميركية، الحرب الباردة في مواجهة نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزية العربية، سيتبعه، بكل تاكيد ويتطور، الى خيار آخر تنتظره شعوب المنطقة والعالم المحبة للحرية والسلام منذ عقود طويلة، الا وهو خيار ازاحة هذا النظام عن السلطة من خلال دعم خيارات شعب الجزيرة العربية الذي يتطلع الى الحرية والكرامة والديمقراطية، من جانب، وايقاف كل انواع الدعم السياسي والديبلوماسي والعسكري لهذا النظام ليتركه الغرب يلاقي مصيره المحتوم لوحده بالسقوط في مزبلة التاريخ، من جانب آخر.لا اعتقد بان الامر سيطول، اذ لم تعد شعوب العالم المتحضر تتقبل فكرة الاستمرار في دعم نظام قبلي متخلف يحتضن الارهاب فكرا وثقافة وادوات، وعلى راسها الفتوى الدينية الطائفية التي تحرض على العنف والكراهية والغاء الاخر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك