المقالات

أسباب تنصيب عبعوب أميناً !!


واثق الجابري

عندما تسلب من الشعوب إرادتها؛ يستهان بها وتنتهك حرماتها، تسرق أموالها من تحت أقدامها، تقاد نحو الهاوية، تحكمها طبقة الأميّون الجاهلون، يترفه أغنياء الثراء الفاحش ويُحرمْ العلماء والكفاءات من تصدر القرار، يصبح همها كيف تقضي الصيف في حرارة إنقطاع الكهرباء، والتخلص من غرق الأمطار شتاءً. تدور كعباد شمس خلف ضوء تحجبه تلال متراكمة من قاذورات حطام تركات الفساد، منكسرة نهاية اليوم، واقفة وهي مططأة الرقاب، حانية بعد عناء يوم طويل تنظر من يقطف ثمارها، بذلك تغيب عنها الشمس.حينما تكون الأمانة بيد لا أمناء، ونخبة لا سياسية، الأمطار تهجر العوائل ويموت الأطفال في حرارة الصيف.لم تكن أمانة العاصمة بحاجة الى عبعوب في هذه الفترة، إذ لم يكن بعيد عن مشاكلها ومشاريعها المعطلة، يعلم الفساد الذي يجتاج ملفاتها، ولم يكن رئيس الوزراء بعيد عن الإتهامات الموجهة له، والمعرفة بردود الشارع البغدادي والقوى السياسية من تعينه بالوكالة، والأصرار على بقاء المناصب وكالةً بعيد عن الأعراف الديمقراطية، المتبعة في جميع دولها التي تحدد منصب الأمين بالإنتخاب.الأمانة تحتاج أمناء على المال العام، يحرصون على المسؤولية، وليس من المعقول أن تترك المشاريع بأيادي المقاولون!! تباع وتشترى ثم تسلم الى عمال بسطاء يجهلون طبيعة العمل وكيفية ربط الأنابيب وحجم أقطارها ومسالكها!! والسعة المقدرة لتصريف المياه إعتماداً على خرائط ثمانيات القرن الماضي؛ حيث كان سكان العراق 10 ملايين وشرق بغداد 1.25 مليون واليوم تجاوت بغداد 8 ملايين، ومناطق الأطراف طاردة لساكنها مع إختفاء الزراعة والصناعة تحتضنهم المدن. عبعوب لم يعين للكفاءة والنزاهة والقدرة على تلافي الكارثة التي حصلت في بغداد وغرق معظم أحياءها، بقدر ما هي أزمة تضاف الى سجل الأزمات لإشغال الشارع عن ما حل به من دمار وبيوت في طريقها للسقوط، بعد 13 يوم من غرق بعضها الى 60 سنتم او اكثر.حينما يسهر حراس الوطن في الحانات، يرقصون على أنين الثكالى، وتباع الضمائر والمناصب ومأساة المواطن؛ لاتحل بذلك أزمة وتغطى بكارثة أكبر، تفقد الدولة رجالها تعسفاً، تتركهم يبحثون عن شعوب تحتضنهم وتقدر كفائاتهم.تعين عبعوب أمين للعاصمة هروب من الواقع، وإشغال الشارع العراقي بأزمة، تبعد الأنظارعن حجم المأساة وكم الفساد الذي نخرجسد الدولة، من مافيات متربعة متسلطة على الرقاب، لا يحكمها قانون ولا تأخذ برأي شعوبها، تدار بعلقية المركزية المفرطة، نكاية بالأخرين بل إستخاف بعقلية المواطن البغدادي ومأساته. بغداد لن تكون عاجزة عن إختيار أمين لها، والمنهج الديمقراطي يحتم إنتخاب أميناً أمين على العاصمة يخضع لإرادة ساكنيها؛ أما الخدمة المتعلقة بالمواطن مباشرةً لا تدخل من المفترض ساحة النزاعات السياسية، وغرق معظم مناطق العراق يكشف عن فساد كبير وفشل حكومي مهول، في نظر الشارع تكريم الفاسدين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك