المقالات

أمطار سياسية


مديحة الربيعي

يعرف معظمنا موعد الكلمة الأسبوعية؛ لرئيس الوزراء إذ يطل في كل أربعاء ويتناول في كلمته أحدث المستجدات,في العملية السياسية والخلافات والأزمات وتنتهي كلمته بإطلاق؛الوعود بتحسين الوضع وتطمين المواطن؛ إن كل شيء يسيرنحو الأفضل ولن يتحقق شيء من هذه الوعود طبعاً.إلا إن كلمته هذه المرة يمكن إن تصنف كأغرب كلمة لرئيس الوزراء على الإطلاق,منذ أن بدء إطلالته والى ألان,فقد تطرق لموضوع الأمطار وأسباب الإخفاق في تصريف المياه؛وأسباب الأهمال التي أدت الى غرق معظم محافظات العراق.أول سبب من وجهة نظر دولة رئيس الوزراء أن الحكومة لم تكن مستعدة لمواجهة هطول هذا الكم الهائل من الإمطار,أذ على مايبدو إن السماء لم تبلغ الحكومة بموعد هطول المطر! وهذا تقصير من السماء طبعاً,السبب الآخر هو أن المواطن يعد المسؤول الأول عن تخريب شبكات المجاري بسبب عدم الحرص على المصلحة العامة وغياب الوعي,وهذا تقصير من المواطن,والسبب الآخر إن النظام السابق كان مشغولاً بالحروب ولم يولي أي اهتمام بإدامة البنى التحتية؛وأكد رئيس الوزراء على إن بعض الخصوم السياسيين قد عمدوا إلى تخريب شبكات المجاري بهدف التسقيط السياسي وتخريب العملية السياسية,وهذا تقصير من الخصوم دون أدنى شك.كما أكد رئيس الوزراء؛أنه في حال أستمرار؛أننقاد أداء الحكومة سيضطر لفضح المتسببين بتخريب البنى التحتية,ولم نعرف ماذا ينتظر ليفصح عن أسماء المتآمرين في هذه العملية ؟ وطرح دولة الرئيس تساؤل في ختام كلمته لقد خصصنا الأموال لانجاز المشاريع فلماذا لم تنجز المشاريع لحد الآن؟ وكأنه يتوجه بالسؤال للمواطنين,مع العلم إن الناس تنتظر الجواب منه شخصياً ومن المحافظين,النتيجة النهائية من كلمة رئيس الوزراء إن الحكومة؛ليست مقصرة وان المواطن والخصوم السياسيين؛ والسماء والنظام السابق,هم المسؤولين عن غرق المحافظات العراقية,فتحولت هذه الأمطار إلى احد الخصوم,السياسيين أيضا إذ إنها تهدف هي الأخرى,تهدف إلى تخريب العملية السياسية ! فهي أمطار سياسية بأمتياز.كان من المفترض يا دولة الرئيس؛أن تتحدث عن تقصير الحكومة وتشخص الخلل الحقيقي؛عن التلكؤ في أنجاز المشاريع,إذ إن من حق المواطن على الأقل إن يسمع,أعترافاً بالتقصير من جانب الحكومة؛لا أن يجد نفسه هو الملام الأول على الغرق, وينطبق على كلمة دولة الرئيس القول المعروف "عذر أقبح من ذنب",ورغم إن كل ماجاء في كلمته خارج عن المألوف,إلا إن الخاتمة كانت تقليدية؛إذ أنتهت مثل كل مرة,بالسين والسوف سنحقق سنقدم سنعوض,ولن يتحقق شيء كالمعتاد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك