المقالات

محمد باقر الصدر لا تقطع أصبعك


حسين الركابي

أضحت السلطة اليوم في العراق لا يقف أمامها الضمير الإنساني، ولا الأخلاقي، وتعدت جميع القيم السامية التي هي من صفات الإنسان، الذي يتسم بالمبادئ، والقيم، والأخلاق. قد تعاقبت على العراق عدة انظمه، وأخرها حزب البعث الذي جعل البلاد أشبه بساحة معركة طيلة ثلاثة عقود ونصف، وعاق تقدم البلد ثقافيا، واقتصاديا، واجتماعيا، وامنيا؛ وجعل المجتمع العراقي عبارة عن أفواج من الأيتام، والأرامل، وملئ الأرض بأجساد إبائنا، وأجدادنا؛ حتى أصبحت كل شبرا منها كربلاء، وكل يوما عاشوراء، وقد تشابكت مخالبهم، وطبقت أنيابهم على العلماء، والمفكرين، والأساتذة، وطلاب العلم، وجميع الكوادر المثقفة؛ والرافضة إلى ذلك الحكم المقيت الذي اراد إن يجعل الشعب همجا رعاع لا يسمعون شيئا، ولا من أمرهم يفقهون حتى يتخطى في أوساطهم كيف ما يريد، وحيث ما يشاء. فحزب البعث تخطى جميع الحواجز، والخطوط، والقوانين الإنسانية والالاهيه، وترك جرحا عميقا لا يشفى مدى الحياة في قلوبا قتل أبنائها، وآبائها، وسبيت نسائها. فلذلك لا يمكن إن يزين وجهة من جديد، ويعود بلبأس الإسلام او تحت يافطة الحرية، والديمقراطية، والشراكة الطائفية والقومية، والمصالحة الوطنية؛ التي طعنت القانون والدستور من الخلف، ولم نرى في معظم الدول المتقدمة التي يحكمها الدستور والقانون شي من هذا القبيل، او ما يسمى بالمصالحة الوطنية، وإنما يحكمها القانون، والدستور فقط. المفكر الكبير السيد محمد باقر الصدر(قدس) الذي تصدى بوضوح للنظام ألبعثي، وأعلن رفضه القاطع لهذا الحكم الشمولي حيث قال( لو كان هذا إصبعي بعثي لقطعته) وقد أسس حركة حزب الدعوة لمواجهة ذلك النظام، والوقوف أمامه بحزم وقوه حتى لو كلفه هذا الأمر الكثير، وكان هذا الشعار يرفع في جميع جلسات، ومحافل الحزب، وحامليه وسام على صدورهم، وهو يستحق إن يحمل شعار ليس على الصدور فحسب؛ وإنما يجب إن يحفظ في القلوب. ما الذي حدى برئيس حزب الدعوة الإسلامي ورئيس وزراء العراق لمده ثمان أعوام السيد(نوري كامل المالكي) بإدامة العلاقة بين حزب الدعوة الذي أسسه الفيلسوف الكبير السيد محمد باقر الصدر(قدس) وحزب البعث الذي أسسه مشيل عفلق، وتسلم مقاليد حكمه(صدام حسين) أكثر من ثلاثة عقود ونصف؛ تلك العلاقات الحميمة التي دأب عليها قيادات حزب الدعوة، وذللوا جميع العقبات التي تواجهة حزب البعث المنحل بقرار ابريمر، حيث غيروا قانون اجتثاث البعث إلى مسائله وعدالة، وشطروا القانون إلى شطرين من تلطخت يده بدماء العراقيين، ومن لم تتلطخ يده بدماء العراقيين، ولا نعرف ما هو المعيار بين تلك الشطرين؛ هل هو الزاهي ام الشامبو! حين يغسلوا أيدهم المتلطخة ليصبحوا من المؤمنين!! أمثال مشعان الجبوري، وصالح المطلك، وأبو نيزك (ضياء يحيى العلي) الذي كان في سفره سياحية إلى أبو الهول في مصر، والذي وافته ألمنيه هناك فقد أرسل الامين العام لحزب الدعوة السيد(نوري المالكي) طيارة خاصة لنقل جثمانه إلى بلده العراق، الذي كان فيه بطلا هماما، لا تغمض له عين عندما تأتي زيارة الإمام الحسين(عليه السلام) واعتقال كل من نادى لبيك يا حسين، ونقل تعازي حزب الدعوة الإسلامي إلى حزب البعث؛ الفتى الهمام الأستاذ احمد نوري المالكي. هل سقط من حزب الدعوة شعارهم في المهجر(لو كان اصبعي بعثي لقطعته).؟ ام تغلبت عليه المصالح الشخصية.؟ ام لم يدركوا عمق هذا الشعار.؟ ام صار من الماضي وفي طيات النسيان.؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الطيب
2013-11-22
النتيجة التي يريد ان يعالجها الكاتب تشير الى ان المالكي قد خرق اهم مبدأ من مباديء حزب الدعزة وهي الاعتماد على اعضاء حزب البعث الذي كان يرفضة بشكل قاطع السيد محمد باقر لكن المالكي عمل بغير هذه القاعدة اوالفتوى الملزمة لحزب الدعوة خاصةً . اما المعلق المدعو علي اراه يخوط بصف الاستكان يحاجج الكاتب انه لايعرف بالتاريخ والكاتب يناقش اصل فكرة السيد محمد باقر ومن هنا يتبين انحراف تفكير اعضاء حزب الدعوة فقد تبين واضحاً انهم يدافعون عن المالكي ضد السيد محمد باقر الصدر وهو دفاع عن المصالح وليس عن المباديء
علي
2013-11-21
المفكر الكبير السيد محمد باقر الصدر(قدس) الذي تصدى بوضوح للنظام ألبعثي، وأعلن رفضه القاطع لهذا الحكم الشمولي حيث قال( لو كان هذا إصبعي بعثي لقطعته) وقد أسس حركة حزب الدعوة لمواجهة ذلك النظام حزب الدعوه تأسس سنة 1957وليس في زمن النظام واذا لم تكن تعرف التاريخ فلا تكتب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك