المقالات

هيهات من الذلة ..ولكن


صلاح شمشير البدري

أن المتابع لحيثيات قضية واقعة الطف وثورة الامام الحسين (ع) والتي تعبر عن رسالة الى الانسانية جمعاء والى كل مخلوقات الله التي تميز الخطأ من الصواب والحق من الباطل ،فهي لاتقتصرعلى قومية أو دين أو مذهب معين،بل تتعدى كل الاطر والديانات السماوية بل مكملة لكل التسأولات ،أن الانسان خلق عزيزا مكرما وأعطاه الله فرص الاختيار خلال مسيرة حياته وليس من حق اخرين استعباده اذا هو لم يرضى بذلك،وان مسيرة الامام الحسين ومعه اهله ثم اتباع البعض من معسكر الاعداء الذين شعروا بعمق القضية هي الاخرى تعطي مدلولات بالاستجابة لهذا الدرس فمجموعة صغيرة تجابه الموت وهي هالكة لامحالة ،امام جيش كبير وعدت مناصريه بكل المغريات لقتال الحسين واصحابه، ثم خروج البعض منهم والتخلي عن الدنيا وزينتها ومخافة كفة القوة ليلجأوا الى وعد الاخرة التي فيها مرضاة الله ،كل ذلك جرى وقرروا وكان الاختيار الاصعب ولكنه الاصوب خلال سويعات استجابوا لنداء الضمير الانساني وأحقية معسكر الحسين ،على الرغم من النتيجة المحسومة سلفا والتي عرف بها الامام الحسين واهله واصحابه المقربين ،لكنها قرارة النفس التي تأبى الخضوع الا لله وليس اداة بيد المتغطرسين الذين اشتروا الدنيا وملكوا العباد ممن ارتضوا ان يكونوا عبيدا وقد خلقهم الله احرار،فنداء الحسين في واقعة الطف هيهات من الذله تحتاج الى تفاسير وامثلة مرت ومازالت تمر في زماننا مع تبدل الوجوه والشخصيات ولكنها نفس النتيجة ،انها صراع المصالح الدنيوية وملذاتها على حساب بؤس وشقاء الاخرين ،ففي قياسات السلطة والمسؤولية تتبين امام جمهور الناس من معهم ومن يعمل بالضد من خلال ارضاء الضمير بخدمة المجتمع، فتبؤالمناصب للمصالح الذاتية تؤدي الى تراجع المجتمعات في كل مفاصل الحياة بدأ من اقتصادها وسلوكها فاستشراء الفساد الاداري والمالي،وتحول اصحاب السلطة الى ادوات تنفذ مايملى عليها لمكتسبات تعود بالنفع لها وبالضرر على حاضر ومستقبل الشعوب ،فيتحول ذلك المتسلط الى وحش بصورة انسان ،والذي يرتضي لنفسه الذل والهوان مقابل مغريات الدنيا التي لاتدوم وان دامت فهي زائلة والعبر كثيرة ،فكم من حاكم جثم على صدر شعبه فكانت النتيجة هلاكه ومعه ماأكتنز خلال عقود لتنتهي في لحظات ،ولكن ما اكثر العبر وما اقل المعتبرين

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك