المقالات

واقعة الطف تحطم جاهلية بني أمية

657 09:38:00 2013-11-18

خضير العواد

اليوم الذي دُفعت به الجاهلية العمياء الى طريق الأسلام المحمدي ثانيةً ، اليوم الذي أظهر أخلاق الوثنية التي تجسدة بكل حركة قام بها الجيش اليزيدي الأموي ، من محاصرة أبناء صاحب الرسالة المحمدية في صحراء كربلاء وقطع عنهم الماء والضغط عليهم من أجل دفع البيعة للفاسق يزيد ، وقتل كل من له صلة برسول الله (ص) حتى الطفل الرضيع الذي لم يتجاوز عمره في أقصى حد ستت أشهر بل كل من وقف معهم ليدافع عن حريم الإسلام المحمدي الاصيل ، بل ذهب الجيش اليزيدي الى أبعد من ذلك ما لم تفعله حتى الجاهلية عندما قتل سيد شباب أهل الجنة ودفع الخيول لكي تدوس على جسده الشريف الذي هو أمتداد لجسد الرسول الكريم (ص) مادياً ومعنوياً وقطعوا رأسه الشريف مع رؤوس أهل بيته وأصحابه ووضعها على الرماح والتنقل بها في شوارع المدن وأزقتها ، لكي يعطوا الى كل الأمة رسالة مفادها بهذه الخيول سوف ندوس على الإسلام المحمدي وندفنه في صحراء كربلاء القاحلة ، كيف لا يكون كذلك والحسين عليه السلام هو نفس نبي الرحمة محمد (ص) قال رسول الله ( حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا) ، يوم العاشر من محرم أظهر حقيقة الخطر الجاهلي الوثني الذي أطبق على سماء الأمة وجعلها على حافة العودة الى عبادة اللات وهبل وسيطرة القوانين الجاهلية المتوحشة التي تعتمد على عنصر القوة في كل مضامينها وحركتها ، فكانت الأخلاق الشيطانية متقمصة في كل صرخة وفعل يقوم به جيش بن زياد من ترعيب النساء وتخويفهم والمحاولة في هتك الحرمات والإبتعاد عن جميع الأخلاق والأعراف الإنسانية فما بالك بالإسلامية ، فكان يوم عاشوراء المرآة التي تعكس حياة وأخلاق المجتمع الذي كان يعيشه أبا عبد الله عليه السلام والثلة القليلة المؤمنة التي تحيط به ، وبالمقابل كان العاشر من محرم النقطة التي فصلت ما بين الأخلاق المحمدية التي جسدها أبا الأحرار عليه السلام وأصحابه والأخلاق الأموية التي أظهرها الجيش اليزيدي الجاهلي ، فكان الساقي لجيش الحر الذي راقبه وجعجعه طوال الطريق ، وكان الرحيم الذي يبكي على هذه الألأف التي تريد قتله لأن نتيجتهم صقر لا محال ، وكان المنذر الرشيد الذي أنذرهم من غضب الجبار بسبب سقوطهم في وحل الجاهلية العمياء ، فكان يردد عليهم آيات القرآن ليذكرهم بكلمات الرحمن التي أخرجتهم من الظلمات الى النور ، فلما بان عليهم تلبس الشيطان وفراغ قلوبهم من الرحمة وأفتقادهم لأخلاق العرب وظهرت عليهم عادات البربر والوحوش ، فصرخ أبا الأحرار إن كان دين محمد لايستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذوني ، فكانت دماء سيد الشهداء وحبيب سيد الأنبياء السيل الذي أرعب الأمة وجعلها تقفز فزعة من سباتها الذي طال في أحضان بني أمية الذي لم يعرفوا الإسلام قط ، فكان يوم العاشر من محرم وما جرى فيه حقيقة التداعيات التي وصل إليها المجتمع الإسلامي في تلك الفترة التي كادت أن تعيده الى عبادة الأوثان ثانيةً لولا ثورة أبا الأحرار والثلة الطاهرة التي ألتحقت به من أهل بيته وأصحابه التي أظهرت خطر بني أمية على الإسلام المحمدي الأصيل ، فكان بحق يوم العاشر من محرم النقطة التي فصلت أو قعطت الركب الإسلامي عن قطار أو قافلة بني أمية الجاهلي ، فأصبح يوم العاشر من محرم المرآة التي أظهرت لنا نقطة التصادم ما بين الأخلاق المحمدية الأصيلة المتمثلة بالإمام الحسين عليه السلام واصحابه البررة والأخلاق الجاهلية التي مثلها جيش يزيد بن معاوية ، فكانت أخلاق الإسلام المحمدي كألبركان الذي أنفجرة في صحراء كربلاء لكي يهز الأمة ويوقظها من سباتها العميق الذي كاد أن يودي بها الى نار جهنم والعار الأبدي ، هذا السيل الأحمر الذي أنبعث من ذلك البركان هدم كل صروح الظلال وبقى يهدد كل الظلمة والطغات والمنحرفين من 61 هجرية الى قيام الساعة ، فالبرغم من إطفاء الجيش الأموي لذلك البركان في يوم العاشر من محرم ولكن بقى كألشعلة التي تضيء الطريق للشعوب على طريق الإسلام الحق المتمثل بطريق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين ، وبقى سيله المنهمر يزحف في الأراضي الخصبة التي تريد الحرية والعيش الكريم لكي تبعث فيهم روح التحدي والفداء والثورة بوجه كل الطغات في العالم ، فكان بحق يوم العاشر من محرم (10 عاشور) اليوم الذي واجه فيه الإسلام المحمدي جيش الجاهلية الأموي وتحطمت تلك الجاهلية في واقعة الطف الخالدة .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك