المقالات

لماذا تلاشتْ مفردةُ العدوّ الصهيونيّ مِنَ الخِطابِ العَرَبّي السياسيّ والدّينيّ ؟

697 09:39:00 2013-11-17

صالح المحنّه

منذ أن إحتلَّ الإسرائيليون فلسطين وأسسوا على أنقاضها دولتهم ، إنتفض العربُ ورفعوا شعارات الثأر والمطالبة بالإنتصار الى فلسطين حتى صارت هذه المفردة إنشودةً للأطفال وملهمة الشعراء ورمزاً وشعاراً للحركات السياسية وكادت أن تُرفع في الآذان خمس مرات في اليوم ، فصارت ملازمة للآذان لا يغفل عنها المؤذنُ بعد أن ينتهيَ من آذانه فيدعو على اليهود ويدعو للشعب الفلسطيني بالعودة والإنتصار على المحتلين ، ويختلف الخطاب العربي التثويري من بلد الى آخر ففي العراق بلغ التحدّي ذروته وبدون تراجع فلايقبلون بأقل من تدمير إسرائيل فكانت الهوسات الشعبية تردد (لازم بالقدس يخطب ابو هيثم ) وشعار(كلُّ شيء من أجل المعركة ) على واجهات الدوائر الرسمية والمدارس الإبتدائية ! ومثلها الكثير في باقي الدول العربية !ولكن خطاباتهم ومهاتراتهم كلّها إنتهت الى الفشل والإنهزام في جميع المعارك التي هاجمتهم فيها إسرائيل ، بل كرّموها بإضافة أراضٍ جديدة من الدول العربية المجاورة لفلسطين ، وقد أثبت العرب للعالم أنهم أمّةٌ تقول مالا تفعل ، وهذا ماوصفهم به القرآن الكريم (لِمَ تقولون مالاتفعلون ) ويبدو ان اسرائيل قد أدركت معنى هذه الآية الشريفة فما عادت تأبه بأقوال العرب وخطاباتهم ...، بعد الإنهزامات المتكررة أمام المحتل الإسرائيلي تغيّرَت لهجة الخطاب العربي الرسمي وبدأ التراجع الثوري واضحاً في مضامين ومفردات خطاباتهم حتى أنتهت بعض الأنظمة الى حظر الشعارات المنددة بإسرائيل ! وظلَّ البعض الآخر على نفس الوتيرة الثورية الفارغة الى وقتٍ قريب ثمَّ إلتحق بركب الدول التي خنعت وجنحت للإستسلام ، إلاّ إنَّ الخطاب الديني بجميع تياراته ومذاهبه ظلَّ يدعو على اليهود بالويل والثبور فكانت لاتخلوا خطب الجمعة والجماعة والأعياد من الدعوات المهلكة على بني إسرائيل مصحوبة بالبكاء والنشيج على الحرم القدسي والمسجد الأقصى والأسرى وأطفال غزّة ! حتى وقعت الواقعة ... سقط النظام البعثي في العراق ولاح في الإفق عدوٌّ جديدٌ قد حذّرهم منه ابن تيمية ، إنقلب الخطابُ رأسا على عقب فأسقطوا منه المفردات التي تشيرُ الى المحتل الإسرائيلي ولو كانت نفاقاً وتوجهوا بكل ما يمتلكون من شرٍّ وحقدٍ وبغضٍ موروث كانوا قد ذخروه الى عدوهم الحقيقي الشيعي !!! توحّد الخطاب السياسي والديني واجمعوا على إستهداف الشيعة اينما حلّوا وتركوا فلسطين التي كانت قضيّتهم الأولى والقضيّة المركزية! فعمِلَ رجلُ الدين على تعميق الخلاف السني الشيعي وترسيخ عوامل التفرقة بين الجانبين ! فيبدأ خطبته لاعناً الشيعة ويختمها داعياً عليهم بكل الشرور ! وتحوّل العدو الذي إغتصب فلسطين والقبلة الأولى للمسلمين(القدس) كأنه وليٌّ حميم! وإستأسدوا على العدو الجديد المُفترض والذي تربطهم به علاقات ومشتركاتٌ دينية وتأريخية وجغرافية لايمكنهم إلغاءها.وتحوّلت حربهم الطائفية من حالة التكفير في المساجد والإذاعات الى التصفية الجسدية ! مستخدمين أسلحةً تدميرية لاتبقي ولاتذر ، وحوّلوا شبابهم الى قنابل واحزمة ناسفة تتفجر أجسادهم بين المسلمين الذين يشاركونهم الأوطان ! فترك الفلسطينيُّ أرضه المغتَصَبة وعدوه الحقيقي وذهب ليفجر نفسه في اطفال العراق !حتى بلغَ عدد الفلسطينيين الذين فجروا اجسادهم في اهل العراق أكثر من 1201 حسب الأحصائيات الأمنية ! رجل السياسة المهزوم وجدها فرصةً لتبرير عمالته وإنهزامه أمام الإسرائيلي فراح يحذّر من التمدد الشيعي ودرء الهيمنة الفارسية متناسياً أن الشيعة هم عربٌ يشاركونهم الأوطان فأصدر حكمه عليهم ظلماً بأنّهم يخضعون للفرس ! وهذا قمّة الجهل والتجهيل ففي العراق الشيعة أغلبية الشعب، وهم من مختلف العشائر العربية الأصيلة ، ويشتركون مع السنّة في كل شيء تكاد تتناصف أغلب القبائل العراقية الإنتماء لكلا المذهبين ، كذلك شيعة الخليج ولبنان وغيرهم ، وإذا كان هناك حلمٌ فارسي بالهيمنة على الخليج كما تدّعون وتتخوفون، فما شأن الشيعة العرب بذلك ؟ خلطٌ للأوراق وإجحاف بحق الأمّة جميعا ، والكلُّ خاسرٌ في هذه المعادلة الطائفية ، فما صُرف ورُصد من اموال ومفخخين ومفخخات لو أرادوا منها تحرير القدس لحرّروها ! ولكنّهم لايستطيعون وكأنّهم يرددون قوله تعالى (رَبَّنا غَلَبَت عَليْنا شِقْوَتُنا وكنّا قوْماً ضَالِّين ) صدق الله العليّ العظيم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك