المقالات

رحلة الخلود

1080 13:28:00 2013-11-16

علي الخياط

كما الشجرة الوارفة متشعبة الأغصان ، عميقة الجذور ، تظلل المكان ، وتزدهي بثمارها كانت وماتزال وستظل شجرة عاشوراء متفردة عن معان كثيرة أخرى ليست منفصلة عن الذكرى ولامتجردة عنها لكنها تحمل خصوصية الزمان والمكان ، فماقبل عاشوراء ليس كيومها ، ولاهو كما بعدها ، كان التحضير للمناسبة عظيما منذ حراك الإمام الحسين المقدس من مكة الى المدينة ، ومن ثم الى كربلاء المقدسة في رحلة خالدة معبرة عن معان سامية تستهدف الروح الإنسانية المعذبة ، وتلك المتهالكة واليائسة والمحبطة لولا فيض من النور كان يسعى بين يدي الحسين الكريمتين الحانيتين اللتين لم يمدهما سوى للمستضعفين ولم يرفعهما إلا بالدعاء الى الله الرحيم ليستشفع للأمة وليمسك بزمام الأمور في مواجهة الظالمين الذين يصرون على الحكم والظلم والهيمنة وتوجيه الأمور كيفما شاءوا ،ثم وصوله الشريف الى كربلاء وإصطدامه بعسكر اللعين عمر بن سعد وعصابة الشر اليزيدي من أمثال الشبث بن ربعي وحجاج بن أبجر وحرملة والشمر وغيرهم من كلاب السلطة المتوشحين بثياب العمى والضلالة والراكضين خلف أحلام السلطة والمال والجاه والنفوذ ،وقراره الجبار بعدم الإستسلام ،أو مد اليد للبيعة لإمام ظالم جاهل رعديد كيزيد لعنه الله حيث قال ، السلة ولا الذلة ، وقال ، مثلي لايبايع مثله ، وأشار الى قبول الموت قتلا على موافقة الظالم على ظلمه وتجبره وقهره لعباد الله والمستضعفين من الولدان والنساء والشيوخ والرجال الرافضين للطغيان على حسابهم ورغما عنهم وتشويها لدينهم وعقيدتهم الحقة التي حماها الحسين ورهطه بدمه الغالي وبدمائهم الزكية التي سالت على أديم كربلاء الذي تحول يوما بعد آخر الى ماكن يؤمه الملايين من البشر لاتسعهم الأرض ولاتكفيهم الموارد إلا بالكاد ليتنعموا ويهنأوا بنعيم مقيم ولولا بركات الدم الطاهر لما كانت كربلاء الصغيرة تتسع لهذه الجموع وخيرها يعمهم فالبركة حاضرة على الدوام .في يوم عاشوراء كان التاريخ مجسدا في قوة الإرادة الحسينية التي تعمقت خلال ساعات النهار في نفوس المحاربين العظماء الذين قاتلوا بشراسة ، وكانوا موطنين أنفسهم على الموت في سبيل الحق وعلوه ، ودحض الباطل وفضحه وفضح أزلامه حيث كانت اللحظة حاسمة في أن يقرر الحسين إما المضي في الطريق الذي قرره او النكوص والرضا بالبيعة والاطمئنان الى مكاسب بسيطة لاتليق به ولابرسالة جده وقد ينتقل الى موضع آمن من الأرض ، لكنه نظر الى الامتداد الواسع في المعرفة حيث الرضا بقرار السماء وحكمة الرب في خلقه ،ولذلك كان عليه أن لايوافق على أي مطلب من مطالب الأعداء الذين أرادوا له الإستسلام لينفردوا في القرار والسيطرة على الأمة ومستقبلها ويحكموا الناس بالطريقة التي يريدون وهي في النهاية تلبي مطامحهم ومطامعهم الشخصية الفئوية الضيقة ،بينما الحسين كان قرر أن يخوض المنازلة بحثا عن المجد الدائم والخلود الأبدي عند الله العظيم الذي لايقبل إلا الوقوف مع الحق المطلق وعدم التنازل للباطل وأهله .بعد عاشوراء تحرك العالم نيابة عن الحسين ليخلد ذكراه الى القيامة ويكون البشر كلهم محبين ومعاندين دعاة له مخلصين او مناكفين ،فالمحبون ينشرون مجده مؤمنين وراغبين والمناكفون ينطلقون ضده لكنهم يعودون له دعاة من غير شعور لينبهوا الناس الى الحقيقة ، فمن يضاد الحق ينشره ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-11-17
ثورة الحسين عليه السلام شوكة في عيون الظلمة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك