المقالات

ماذا بقيّ للمالكي..!؟

552 08:00:00 2013-11-16

محمد الحسن

الإختلاف على سياسية إبراهيم الجعفري والإعتراض على توليته ثانية؛ سبب أختيار المالكي كمرشح تسوية, ورغم حصوله على كرسي الرئاسة, إلا إنه ظل ضعيفاً لا يقوى على إدارة دفة الحكم, الأمر الذي أدى لكم هائل من الفواجع والأحباطات التي رافقت السنوات الأولى لحكومته.المهلة الأمريكية للحكومة عام 2007, تقضي بعزل المالكي في أيلول من ذلك العام, لولا تدخل أطراف الأئتلاف الموحد, وتحديداً شخص الراحل (عبد العزيز الحكيم) وهندسته لتحالف رباعي يضم (الحزبيين الكرديين, وحزب الدعوة, والمجلس الأعلى), فشكّلَّ هذا التحالف العمود الفقري لحكومة المالكي الأولى, وتحديداً, عندما شُرّع قانون يمنع القوى السياسية المرتبطة بمليشا مسلحة من الإشتراك في الإنتخابات, بغية تحجيم المظاهر المسلحة, وقد مهّد "لصولة الفرسان" وعمليات فرض القانون الأخرى..هنا برز أسم الرئيس كصاحب سلطة آمرة ناهية وبيدها كل شيء..!كانت الضبابية تلف مشروع الدولة العراقية الجديدة, فالمفهوم, والممارسة, والمخرج, الديمقراطي لم يألفه الشعب؛ نظراً لعقود الأسر التي غيّبت أجيال عديدة عن فهم العالم الحديث. بزوغ شمس التغيير وأعتلائها رابعة نهار الحرية, كفيلة بتبديد ذلك االضباب وتمزيق الشك المرافق لكل جديد. الدعم الذي تلقّاه المالكي, أدى إلى تحقيق أمن نسبي, وإنهاء حالة الفوضى بشكل كبير, سيما في البصرة وبغداد..حدثت المفارقة بتشكيل مجالس إسناد مرتكزة على (رجال البعث), ويُعد هذا الحدث, نكسة ديمقراطية, وعودة لسلطة الرجل القوي؛ فصودر الدور المؤسساتي, وغيّب الوعي الديمقراطي, وشرعت السلطة بتأليف أقاصيص ممجدة للزعيم الجديد..!من البديهي سيادة الأزمة والخلاف, في ظل وجود إتجاه يسعى لتأطير الدولة بحزب قائد, فعارضت القوى الرئيسية هذا النهج. القوى الشيعية -رغم معارضتها- وقعت بحرج كبير عندما أعتمدت السلطة على الخطاب المذهبي المغلوط, وتضمينه في الحملات الدعائية..قد يصمد هذا الخطاب دورة, أو مرحلة مناسبة لتقبله, بيد أن المطالب الشعبية عابرة لحملات الدعاية المؤججة, وأمام فشل الحكومة بتغطية الأحتياجات العامة وفي كل المجالات, بدأت علامات الترهّل تتضح لكتلة دولة القانون, وللمالكي على وجه التحديد. فبين التراجع الشعبي المضطرد والذي أوضحته إنتخابات مجالس المحافظات؛ وإنعدام ثقة القوى السياسية برئيس الوزراء, خسر حزب الدعوة حظوظه في التواجد على رأس أي حكومة مقبلة.الورقة الخارجية مهمة, وتمثل رقماً مؤثراً في معادلة تشكيل الحكومات, ويبدو إن الخارج مهتماً بمتابعة الساحة العراقية بشكل تفصيلي, لذا إنعكس موقفه على شخص رئيس الحكومة؛ فأمريكا تبلغ المالكي -رسمياً- برفع يدها عنه, وإيران لا تمانع بإستبداله, ولعلها ممتعضة من إثارته لإزمات, صيّرته جزء المشكلة الأول..!الشارع العراقي, جاهر بالرفض لحكومة أخفقت مراراً بحفظ أمنه وإستقراره, ونظراً لقصر التجربة الديمقراطية, فالسؤال المواكب للحديث عن فشل الحكومة: "من البديل؟"!..البحث عن بديل, دليل على خلع الوالي وبإصرار..!إن البناء الهشّ الغير مرتكز على مقومات حقيقية, لن يطول مكوثه؛ المؤشرات تدل على خروج مبكر لحزب الدعوة من خيارات المرشحين لتشكيل الحكومة المقبلة..خمسة أشهر كافية لترتيب أوراقهم, والقبول بالأمر الواقع, إن أردوا الرحيل بحسنة وحيدة, على الأقل, وهي أثبات إيمانهم بالتبادل السلمي للسلطة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك