المقالات

الحسين ع بين الظلم و الانظلام

991 20:49:00 2013-11-12

محمد مكي آل عيسى

ورد ذكر الظلم مئات المرات في القرآن الكريم وقد تكون هذه الصفة الرذيلة من أكثر الصفات الذميمة ذكرا في القرآن ذكرها البارئ جلت قدرته تحذيرا منها وهذه الصفة يندرج تحت جنسها الكثير من الصفات السلبية المنكرة. ولم يكتف القرآن بذلك حتى اعتبر الضلال والشرك ظلما وساوى بينها من حيث المصداق لا المفهوم.وكما هي عادة القرآن . . . جرت عادة أهل البيت ع في توصياتهم وأحاديثهم والروايات الواردة عنهم عليهم السلام في ذم رذيلة الظلم فقد كان ديدنهم ع رفض الظلم بكل أنواعه وصوره وبكافة الوسائل والطرق المتاحة لهم والتي ظهرت بأشكال متعددة وفقا للظروف التي أحاطت بهم عليهم السلام.ولعل موقف أبي عبد الله الحسين عليه السلام كان الأكثر ظهوراً بنهضته التي تمثلت بواقعة الطف التي كان أبرز شعاراتها ((هيهات منّا الذلّة)) ورفضه بيعة الظالم الفاسق يزيد بن معاوية , تلك النهضة التي تعرضت لحملات كثيرة ومنظمة لتشويهها ولحرفها عن هدفها الأساسي .وقام أئمة أهل البيت ع بتأسيس المنهج الذي يتكفل بإبراز هذه النهضة وإذكاء ذكراها لتكون نبراسا لكل الثورات القائمة ضد الظلم والبغي وشرعت أقلام وحناجر الموالين والثائرين وأباة الضيم تصدح لمديح هذه النهضة وبيان أهدافها وخطها الرسالي والتعهد بالسير على نهجها.حتى طرقت أسماع غير المسلمين من المجاهدين والمناضلين من أجل قضاياهم الإنسانية.وكان من بين هؤلاء الزعيم الهندي غاندي الذي قال قولته المشهورة " تعلمت من الحسين أن أكون مظلوما فانتصر"والتي شاعت وتداولها الإعلام وكتبتها اللافتات وما إن تأتينا ذكرى عاشوراء إلا وذكرنا مقولة غاندي.وهنا وبعد هذه المقدمة لا بد لنا من وقفة مع هذه المقولة التي قد تعطي انطباعا سلبيا حول نهج الأئمة عليهم السلام في تعاملهم مع الظلم.فهم يرفضون الظلم بشتى صوره كما ذكرنا ولا يقبلون بأن يكونوا مظلومين أبدا وجميع الثورات التي ساندوها وأشادوا بها كانت ضد الظلم. صحيح أننا نطلق على سيد الشهداء الإمام الحسين ع اسم المظلوم ونزوره بهذا الاسم لكن هذا لا يعني أنه مستسلم لهذا الظلم وبمعنى آخر أن أهل البيت عليهم السلام جميعا لا يقبلون بالإنظلامية والتي تعني القبول بالانظلام وهو النهج الذي قد يتخذه البعض ابتعادا عن أن يظلموا غيرهم . . . وهذا مما لا يرضاه الله ولا رسوله ص ولا أئمة الهدى ع.فالموقف الذي مر على أبي الأحرار الحسين الشهيد ع جعله مظلوما بظلم توجه إليه من يزيد الفاسق وجنده لا أن الحسين ع أراد أن يكون مظلوما والفرق كبير بين الإثنين.فهم عليهم السلام لا يريدون منا أن نورد أنفسنا موردا نكون فيه مظلومين بل أرادوا لنا العزة والرفعة والكرامة والإباء فمقولة غاندي التي تقول " تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر " قد توهم السامعين أن الانتصار ولكي يتحقق فلابد من أن نكون مظلومين أولا ؟!! لا بالتأكيد فالحسين ع وإن تعرض للظلم فإنه لم ولن ينظلم لأن الظلم أمر خارجي يقع على المظلوم أما الإنظلام فهي طواعية النفس لتقبل الظلم وهذا أبعد ما يكون عن الحسين ع ونهجه الرافض للظلم.لقد جاء حزب يزيد بكل ظلم يستطيعون فعله ليصبّوه على تلك الثلة الطاهرة فتقدمت تلك الثلة بدورها لتقف بوجه ذلك الظلم بأقصى طاقتها مضحية بكل ما تملك في سبيل أن توقف الظلم وتنشر الحق وإذا استطاع حزب الشيطان أن يزهق الأرواح ويحز النحور ويرفع الرؤوس ويرض الصدور بحوافر الخيول ويسبي الحرائر فإنه عجز عن أن يؤثر في النفوس وأن يرغمها لتقبل الظلم وبقيت نفس الحسين ع مشعلا للإباء ورمزا لرفض الضيم ورفع الحيف عن كل مظلوم.نعم لقد تعلمنا من الحسين ع أن نكون رافضين للظلم فننتصر لا أن نكون مظلومين فننتصر

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
د. احمد
2013-11-14
نعم .... ارى انه آن الاوان لان نستبدل ما يكنى به الحسين بالمظلوم بكنية البطل او أبى الظلم ... خطباء المنبر ، الشعراء في اقلامهم ، الكتاب في سطورهم ، لابد الان الالتفات الى الايجابية التي قدمها الحسين عليه لسلام ، لا السلبية التى وقعت عليه
الدكتور شريف العراقي
2013-11-13
المطلوب نهضة حسينية تجتث قتلة الشعب العراقي
الدكتور شريف العراقي
2013-11-13
تحيةالعراقية حية لأهل رفحة الذين نشروا المواكب الحسينية في كافة أنحاء العالم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك