المقالات

تركيا تتوضأ بتراب العراق بعد ان احترقت بآثامها

793 22:21:00 2013-11-11

عباس المرياني

ضاقت الأرض بما رحبت بوجه تركيا العثمانية بعد ان اعتقدت لوهلة من الزمن ان بإمكانها ان تقود المنطقة الغنية بنفطها والكثيرة بمشاكلها وتعيد أمجاد إمبراطوريتها المسلوبة من خلال تدخلها في الشؤون الداخلية لهذه الدول ومن خلال دعم المجاميع المسلحة الارهابية المتطرفة الا ان أحلام اردوكان وفريقه المنهك انتهت بصدمه قوية بعد ان ارتد سهم بغيهم في رقابهم وبعد ان صمد محور المقاومة الذي يضم ايران والعراق وسوريا وحزب الله بوجه مخطط محور الشر والجريمة والتكفير الذي تقوده تركيا وتموله السعودية وقطر ودول الخليج الأخرى.وتركيا لم تكن تتوقع ان تنتهي مغامرتها في سوريا وتدخلها في الشان العراقي ووقوفها الى جانب طرف على حساب الاطراف الاخرى وعلى حساب الاغلبية في العراق بهذه الطريقة التراجيدية المخزية لانها توقعت ان الامور ستحسم بوقت قياسي وان ربيعها في سوريا سيكون مميزا وممرا لتغير المعادلة في العراق الا ان الواقع لم يمنح تركيا فرصة الاستمتاع باحلام يقضتها بعد ان صمدت سوريا ووقف العراق بوجه مخطط تركيا والخليج رغم فداحة التضحيات وقسوة الهجمة وشراستها ورغم كثرة التضحيات الغالية.اليوم تركيا ادركت اكثر من اي وقت مضى ان مغامراتها في المنطقة قد انتهت وان اعتمادها على الخليج وامرائها وحكامها مراهقة سياسية لا تملك عناصر بقائها ولهذا فانه من المهم غض الطرف الان عن اثام بقايا اتتاورك واستيعابهم وعزلهم عن دول الخليج وعن شرورهم لان عزل تركيا عن محور التامر والخنوع يمثل انتصارا بحد ذاته ويجرد هذه الدويلات والممالك من العمق الذي تناور به كما ان تحييد تركيا او استمالتها الى جانب اكثرية الشعب العراقي والى جانب قضاياه يمثل انتصارا لرؤية العراق التي اعلنها في اكثر من مناسبة والتي حذر فيها الاتراك من ان اللعب في النار سيكون خطا فادحا لان هذه النيران ستلتهم من اشعلها ومن يتلاعب بها وهذا ما حدث بالضبط.تركيا اليوم جاءت الى العراق ذليلة خانعة تبحث لنفسها عن مخرج وعذر تستطيع من خلاله مغادرة عنق الزجاجة الذي وضعت نفسها فيه خاصة بعد ان كادت تخسر كل فرصها في هذا البلد الغني والذي تحتاجه تركيا للخروج من ازمتها وتحتاجه لازدهارها الاقتصادي .اعتقد ان الفرصة مناسبة ومتساوية لان تعطي تركيا للعراق الاستقرار الامني والسياسي ويعطي العراق لتركيا الازدهار والاستقرار الاقتصادي وهذا العرض فيه من الشفافية والنزاهة ما يستحق الموافقة وتساوي الفرص وغير هذا فان الاتفاق سيكون فيه ضرر وتجاوز على سيادة واستقرار العراق ومؤكد ان تركيا لن تبتعد كثيرا عن تراب العراق لانها تعتقد انه طهرها وانه المكان المفضل لديها للتخلص فيه من كافة اثامها وعيوبها ومشاكلها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيد مغير
2013-11-14
الدكتور شريف العراقي المحترم : بعد التحية اجمل ما في تعليقاتك انها تعتمد على الحديث الشريف ( خير الكلام ما قل ودل) وكل تعليقاتك احترمها تقبل مودتي واحترامي
الدكتور شريف العراقي
2013-11-12
عليها تسليم الهاشمي وغيره من الاشرار
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك