المقالات

المالكي وداء السلطة

584 15:45:00 2013-11-10

درباس ابراهيم

لقد ابتليت الدول العربية بأناس تميزوا بمرض داء السلطة وكيف أنّ أولئك الأشخاص الذين حكموا تلك البلدان عندما شعروا بأن العرش يهتز من تحتهم إستخدموا كافة وسائل القمع في سبيل البقاء في الحكم وكأنهم لعمري سيعمرون الى الأبد ،فهو مرض خطير بكل ماتحمله الكلمة من معنى، مرض غريب في أعراضه، غريب في تطوراته، وأن الاشخاص المصابون بهذا المرض يصعب التفاهم أوالحوار معهم خصوصا في الامور التي تخص السلطة فقد عمي بصرهم وبصيرتهم وهم مستعدون للتعامل حتى مع الشيطان في سبيل البقاء على سدة الحكميقول الأستاذ عبد الرحمن علي البنفلاح:(عندما غاب الإيمان باليوم الآخر عن فرعون، قال لشعبه: (أنا ربكم الأعلى). والطغاة والمستبدون يعيثون في الأرض فساداً، ويسفكون الدماء ويهتكون الأعراض دون أن تتحرك شعرة واحدة في أجسامهم، لأنهم نسوا الآخرة، وظنوا أنهم خالدون لا يهلكون، وأن ملكهم دائم مقيم لا يتحول إلى غيرهم، ولو تنبهوا لعلموا أنه لو دام لغيرهم ما وصل إليهم".

فقد كشف ربيع الثورات العربية أو مايسمى (بالربيع العربي)..؛أن منطقة الشرق الإسلامي أكبر منطقة في العالم شراء للسلاح، هذا السلاح الذي ما توجه يوماً للعدو الصهيوني، بل كان الغرض منه السياسة القمعية للشعوب العربية والاسلامية المقهورة، فطاغية ليبيا قال لشعبه: "لن أسلم لكم البلد إلا بالعدد الذي تسلمتها به"، يذكر أنه تسلمها وهي خمسة مليون نسمة، وهي في وقت التظاهرات كانت سبعة مليون، أي أنه من المفروض أن يبيد بكافة الأسلحة الثقيلة والخفيفة مليونين من أبناء جلدته ، وكذا فعل كل من طاغية سوريا ومصر واليمن وتونس وكلٌ حسب طريقته.ويبدو أن المالكي لايختلف كثيرا عن هؤلاء بل قد يكون تصرفاته وأفعاله اكثر تطرفاً في مواجهة الشعب أو المتظاهرين العزّل الذين خرجوا للمطالبة بحقوقهم وفي مناطق مختلفة من العراق، ففي فترة حكم المالكي خرج الشعب العراقي في اكثر من مظاهرة مع أن المطلب لم يكن إسقاط النظام كما في دول الربيع العربي ، لكن مع ذلك تم قمع جميع المظاهرات وفي مختلف المحافظات التي خرجت للمطالبة بحقوقهم المشروعة ، وشماعة المالكي كباقي رؤساء الدول العربية جاهزة إما ان يتهم المتظاهرين بالقاعدة أو بالبعثية أو بالميليشيات... الخ!عندما يشعر الحاكم أو الرئيس بخطر من قبل الجماهير سيبدأ بأستخدام كل الطرق لقمعهم ففي سبيل الكرسي تهون كل التضحيات، وكلنا يعلم ان المالكي قد تسنم السلطة وصعد على أكتاف ومنجزات غيره فسلوك هذا الرجل واضح جداً قُبيل أي انتخابات لابد له أن يثير أزمة أو أزمات مما يقع كل ذلك بضلاله على الشارع العراقي،ومعلوم ايضاً ان هذا الرجل في دورتين من حكمه لم يقدم شيء يذكر للعراق سوى القتل والدمار والفساد وملئ السجون بالابرياء بينما من يستحقون التواجد داخل الزنزانة هم الآن خارجها ويقتِلون ويذّبحون بالشعب العراقي ، والمالكي مازال يحلم بدورة ثالثة وكأن في العراق لايوجد كفاءة غيره ،وايضاً في فترة حكم هذا الرجل العراق بات يسير وبكل ثبات وعزم وإرادة نحو الهاوية فكيف لو حكم العراق لدورة ثالثة ؛ سيكون كارثة حقيقية على الشعب العراقي .لذلك أستطيع ان أقول ترشحه لدورة ثالثة يعني مزيد من الفساد مزيد من الدمار مزيد من الانقسام مزيد من قمع للحريات.فهل المالكي مصاب بداء السلطة؟؟على ما يبدو إن المالكي بالفعل اصيب بمرض داء السلطة فالرجل الآن يقاتل وبكافة الوسائل المشروعة والغير المشروعة من أجل أن يحكم لدورة ثالثة .المالكي اليوم يتحجج بالشرعية الدستورية وبأن الدستور يسمح له أن يرشح نفسه لدورة ثالثة ،لكن المعروف شرعية الشعب هي الاقوة والاهم ،أستطيع القول ان الشعب لان يختار هذا الرجل لدورة ثالثة حتى وإن رشح نفسه ، ففي دورتين جعل العراق يتصدر المراتب الأولى في كل ماهو سلبي،لذلك مستحيل ان يختاره الشعب وإلا فلنقرأ على عراقنا السلام.اختم بما قاله د. يوسف نور عوض: "إن العالم العربي يعيش مشكلة في الحكم وفي تكوين الدول، ويكـفي أن ننظر إلى دول مثل مصر واليمن وليبيا والسودان وسورية والجـزائر والعراق وغيرها لنجد حكاماً لا يعتبرون أنفسهم يقومون بمهام سياسية محددة، بل يعتبرون أنفسهم موظفين في وظائف مدى الحياة، يستعينون بقادة الجيوش والإمكانات المالية الضخمة من أجل الاستمرار في أداء أدوارهم دون التنبه إلى أن الدولة هي في الأساس نظام موجه لخير المواطنين، ولا شك أنه من حق أي مواطن أن يصل إلى مركز القيادة من أجل أن يحقق مصالح شعبه بشرط ألا يصبح الوصول إلى مركز القيادةهدفاً في حد ذاته، ويصبح بالتالي من حق أزلامه والمقربين منه".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور احمد السعدي
2013-11-11
انه مرض الكرسي والحفاظ عليه بكل وسيلة واهمها دعم البعثيين من خلال زجهم في الوظائف والمشمولين بالمسائلة والعدالة ... احد هؤلاء المصاديق كلية مدينة العلم في الكاظمية هي فرقة حزبية وليست كلية من عميدها عضو الشعبة ورؤساء الاقسام ... اين دم الشهداء يا رئيس الوزراء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك