المقالات

التحالف الوطني بين ارث الماضي وخلافات الحاضر


عباس المرياني

التحالف الوطني عنوان كبير لمرحلة تاريخية مهمة وحساسة من تاريخ العراق المفصلي الحساس ...صناعة هذا التحالف مجلسية خالصة سواء في نشأته الاولى التي جمعته مع حزب الدعوة بكل مكوناته والاحزاب الشيعية الاخرى وحتى التيار الصدري في حينها رغم انه كان رافضا وناقما ومشاكسا، ولم يختلف الامر كثيرا في الدورة الثانية في النشأة والامتياز والسعي اذا كانت مجلسية ايضا والتي جمعته مع كتلة الاحرار التابعة للتيار الصدري وتيار الجعفري بينما انفرط عقد حزب الدعوة منفردا في قائمة اطلق عليها دولة القانون لغاية في نفس السيد المالكي لم ينجح في الوصول اليها ثم عاد بعد اعلان نتائج الانتخابات ليشكل الكتلة الاكبر وهي التحالف الوطني.ومراحل تشكيل التحالف الوطني وان اختلفت تسمياته من الائتلاف الوطني الى التحالف الوطني الا انها كانت في كل مرة تحمل في اسباب نشاته ووجوده عوامل وحسابات تختلف عن المرحلة الاخرى كما ان ظروف النشأة تختلف ايضا ففي الفترة الاولى كانت المشاكل والمعوقات قليلة وبسيطة بينما في الفترة الثانية كانت شائكة ومعقدة الا ان المجلس الاعلى حاول بكل الطرق لم شمل البيت الشيعي وضم من يريد من المكونات الاخرى الا ان الدعاة كان لهم رؤية اخرى بل ان الفترة التي دعا فيها المجلس الاعلى الى تشكيل التحالف الوطني كانت فترة عصيبة ومرة والتي ترافقت مع مرض ومن ثم رحيل السيد عبد العزيز الحكيم مؤسس هذه التحالفات الا انه (اي المجلس الاعلى) لم يتخلى عن مهمته ومشروعه النابع من الحرص على التجربة وتجذيرها وتقوية مفاصلها بما يجعلها قوية وصامدة امام التحديات الكبيرة والخطيرة التي تواجهها.ومراجعة بسيطة لمراحل ونشوء التحالف الوطني تاريخيا نجد ان هذه النشاة تزداد صعوبة من تجربة الى اخرى ففي التجربة الاولى كانت ظروف النشاة والتشكيل طبيعية بل تم ضم التيار الصدري ومنح 30 مقعد رغم رفضه المشاركة ومقاطعته الانتخابات الا ان التجربة الثانية اصطدمت بحب السلطة والرغبة في التفرد من قبل الدعاة ولم يلتفتوا الى دعوة السيد عبد العزيز الحكيم الى الانضمام الى التحالف الوطني رغم مرضه ولم ينكسروا ويعودوا الى رشدهم بعد رحيل السيد الحكيم ودعوة نجله السيد عمار الحكيم والقيادي في المجلس الاعلى الشيخ همام حمودي لثلاثة اسباب الاول رفضهم الدخول بقائمة واحدة مع التيار الصدري والثانية اعتقادهم بتحقيق الاغلبية التي تمنحهم حق تشكيل الحكومة دون الاستعانة بالمجلسيين والصدريين والثالثة هو اعتقادهم بعدم وجود اخطار حقيقية تهدد العملية السياسية تستدعي دخول البيت الشيعي بقائمة واحدة الا ان الحقيقة تكمن في رفض الدعاة هو غرورهم واعتقادهم بتحقيق فوز كاسح لم يتحقق الا بعد تدخل المحكمة الاتحادية.وواضح ان في كل مرحلة من مراحل تشكيل التحالف الوطني تتعقد الامور وتضيق فرص التشكيل لتصل الى نسبة ضئلة ربما ينفرط معها عقد التحالف نهائيا ويذهب كل فريق بمفرده الى صناديق الاقتراع بعد ان اتسعت حدة الخلافات بين المكونات الثلاث الرئيسية وخاصة بين التيار الصدري ودولة القانون من جهة واصبح امر اجتماعهم بقائمة واحدة من علامات الساعة وان كان عالم السياسة لا يستقر على ثابت وكذلك مع حالة عدم قناعة المجلس الاعلى بادارة المالكي لشؤون البلاد.ان عوامل النشاة والتشكيل قد لا تكون هي المحور الاهم في تحديات المرحلة المقبلة لانه هناك تحديات اخطر واكبر وهذه التحديات ربما ستعيد التحالف الوطني الى الواجهة من جديد بعد ان يكون البعض قد استوعب دروس وعبر الماضي ..لكن هل سيكون التحالف الوطني هذه المرة بنكهة مجلسية ..اعتقد ذلك فحق الامتياز محفوظ لاصحابه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك