المقالات

لا أمان بلا رايات..!


محمد الحسن

عشق الأرض, وعقيدة الإنتماء؛ سر عظيم يُكتشف في لحظات التجلي الكامل للحقيقة, وتلك حالة لن تحدث بتجارب العقول ومنطقها؛ إنما التضحية التي تتحول إلى حياة وحرية, هي وحدها التي تعرّي كل دجل البشر, وتظهر الحق المطلق..الحسين, تتجدد ذكراه كدنيا من المفاهيم الإلهية الشاملة, عبر قرون طويلة, ينزف ذلك الجُرح النبوي, حتى تحوّل -بفضل الطغاة أحياناً- إلى صوتٍ يشنّف مسامع الجميع, لا فرق بين أتباع ملة وأخرى في الإستئناس به, لأنه صوت الحق الذي يسعى للإنسان كقيمة عليا..ومن غير الحسين يفعلها؟ لا أجد ملاذاً أكثر أمنا من ذكراه؛ به تطمئن النفوس ولا تعبأ بما يحصل بعد ذلك. عندما نرى رايات المجد تخفق في سماء العراق نشعر بهدوء, ورغبة عارمة في البقاء, والنظر, وكأنها "حمامات فكتوريا" ترفرف بإجنحتها مرتّلة دعاء الإنعتاق..رغم إنها -الرايات- تدّلُّ على طيف مستهدف بمفخخات الحقد الوهابي حيث تثير هلعه, غير إنها قرائن للأمان والسلام!..صورة لا تقبل الشك؛ الحسين ينتصر كل عام, نصرٌ يُخلّد, ميزة لا يحققها إلا الأنبياء وواريثهم.إننا إذ نطمئن بآثار الحسين وذكراه, فهي دلالة على إنتصار الدم, وهزيمة البغي..حاجز الخوف يتكسّر بخفقان تلك الرايات المعانقة لشمسِ الحرية..خيبة الموت, وفشله, واضحة تحت تلك الأعلام الثائرة على الباطل والمتطلعة إلى الكرامة الموهوبة من الله. ليس مصداقاً ل(هذا ما وجدنا عليه آباءنا..)؛ إنما هي الكرامة الإنسانية المختزلة بتلك الدماء الطاهرة التي تفور في عاشوراء, هذا ما يقوله, المسيحي, والصابئي, واليهودي قبل المسلم, بالحسين نعيش ونحسّ بالسعادة وطعم الحياة, وليجرّب من لا يؤمن."ومثلي لا يبايع مثله" نبراساً لإزدراء الدونية, والخسّة, والقذارة, وكما قال صديقي الطبيب المسيحي: "إن الحسين (ع) عندما أطلق تلك الكلمة فهو يعني بها: إن يزيد قاذورة لا يمت للرجولة والإنسانية بصلة وأنا أستنكف تسميته حتى"..فكيف نخشى والحسين ينتصر على الشر المطلق, ويعيش كل هذه القرون, ليبكيه أحباب الله, ويصيب قلوب الأرجاس برعبٍ مقيم..؟جاء في كتاب (وقائع العصر الأنغلو ساكسون): "في عام 685 م هنا في بريطانيا أمطرت السماء دماً وتحوّل الحليب والزبدة إلى دم أو صار لونهما أحمر", قطعاً هو يوم العاشر من المحرم.عذراً سيدي؛ فقد فاضت المآقي بدموع الوجد, وما أعظمك؟ حتى الحزن عليك تكتنفه الرحمة..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك